تطور المشاعر لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة

خلال عملية التعرّف على الأعمال الفنية والروايات والاستماع إلى الموسيقى، يبدأ الطفل بإظهار مشاعر جمالية. يتعلم رؤية جمال الطبيعة والحياة من حوله. لكن هذه المشاعر تبقى لدى هؤلاء الأطفال غير مستقرة وغير عميقة بما يكفي.

إلى جانب المشاعر الجمالية، تتعزز الصفات الأخلاقية الأساسية (مثل الشعور بالواجب والجماعية). يشعر الطفل بالفرح لنجاحات أحبائه، ويعبّر عن استيائه بطريقته الخاصة إذا ارتكب أحد أفراد بيئته أفعالاً غير لائقة. وتُسهّل رياض الأطفال نشأة الصفات الأخلاقية وتطورها السليم. فهو يكتسب مبادئ أخلاقية أساسية: مراعاة متطلبات الفريق، والانطلاق في تصرفاته من المصلحة العامة، لا من رغباته الشخصية المباشرة.

يبدأ الطفل بفهم "الخير والشر"، ولكن بسبب قلة خبرته الحياتية، ورغم إدراكه أن الدب الذي هدم المنزل الصغير كان سيئًا، إلا أن هذه الشخصية الخيالية تُثير لديه مشاعر إيجابية: "كان أداء الدب سيئًا، لكنني أحب الدببة لأنها طيبة". وبحلول نهاية مرحلة ما قبل المدرسة، يتضح مفهوما "الخير" و"الشر" الأخلاقيان بشكل كبير. ابتداءً من هذه المرحلة، يبدأ الطفل، من خلال تقييم أبطال الأعمال الفنية، بالاسترشاد بالمعايير الأخلاقية العامة. إن التواصل مع الأطفال الآخرين، وتقييم الكبار لسلوكه، يقود الطفل تدريجيًا إلى إدراك أفعاله، وتنمية تقدير الذات. ومن خلال الاستماع إلى آراء الكبار، يبدأ الطفل تدريجيًا بتقسيم أفعاله إلى جيدة وسيئة، لكنه لا يزال غير قادر على تقييمها بشكل صحيح.

[ 1 ]، [ 2 ]