الحمل بعد التهاب الزائدة الدودية

استئصال الزائدة الدودية عملية شائعة إلى حد ما، وهي الأكثر شيوعًا في جراحات الطوارئ. ومع ذلك، لا يصل المرضى دائمًا إلى غرفة العمليات في الوقت المناسب. حوالي خُمسهم لديهم بالفعل عملية جراحية معقدة نوعًا ما، لذلك تُجرى عملية جراحية مفتوحة، وقد يتطلب الأمر أحيانًا إجراء شق طويل أو عدة شقوق لتركيب أنبوب تصريف، أي أن العملية قد تكون مؤلمة للغاية. لذلك، لدى النساء اللواتي يخططن للحمل، ولكن ينتهي بهن المطاف في غرفة العمليات، سؤال مفهوم تمامًا: متى يُمكنكِ الحمل والولادة بنفسكِ بعد العملية؟

مخاطر ما بعد الجراحة

إذن، ما الذي يجب عليك أخذه في الاعتبار عند التخطيط للحمل بعد العلاج الجراحي لالتهاب الزائدة الدودية؟

أولاً، يجب مراعاة نطاق العملية. إذا لم يكن التهاب الزائدة الدودية معقدًا وتم إزالته بالتنظير البطني، من خلال شقوق صغيرة، فيمكن الحمل بعد شهرين أو ثلاثة أشهر. حتى الشكل الزُكامي من التهاب الزائدة الدودية والتدخل الجراحي البسيط يُسببان ضغطًا على الجسم. يجب أن يمر وقت كافٍ للتعافي التام.

بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة تأثير عامل سلبي كالتخدير. للتخدير العام أقوى الآثار السلبية، بينما يُعتبر التخدير الموضعي والتخدير فوق الجافية أقل ضررًا. مع ذلك، لجميع مسكنات الألم تأثير قوي على الجسم، وإلا لشعرنا بألم أثناء الجراحة. شهران كافيان للتخلص تمامًا من آثار الدواء.

بعد عملية جراحية في البطن، يجب أن تهتمي بصحتك أولاً. إذا تعافى جسمكِ بسرعة، ولم تشعري بألم مزعج في منطقة الخياطة، فإن فترة راحة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر ستكون كافية. سيبدأ البطن بالنمو بكثافة حوالي الشهر الرابع، لذا يُفترض أن تكون هذه الفترة كافية.

في حالات التهاب الزائدة الدودية غير المعقدة، يُلجأ حاليًا إلى استئصالها بالمنظار. لذلك، تُستخدم الجراحة المفتوحة في معظم الحالات المتقدمة والمعقدة. عادةً ما يكون الشق الجراحي طويلًا، حيث يُغسل الأعضاء من القيح، وتُزال الخراجات الناشئة، ويُركّب جهاز تصريف، وأحيانًا تُستخرج أنابيب من عدة أماكن، وتُجرى شقوق صغيرة إضافية. يمكن التخطيط للحمل بعد التهاب الزائدة الدودية المصحوب بالتهاب الصفاق بعد ستة أشهر على الأقل من العملية. هذه هي المدة اللازمة لالتئام الغرز تمامًا. فترة أقصر لا تكفي لظهور ندبات كاملة. سيؤدي تضخم البطن إلى تمدد الأنسجة غير الملتئمة بشكل كافٍ، مما يزيد من خطر حدوث توتر شديد في منطقة الغرز، وترققها، وحتى تمزقها.

بالإضافة إلى ذلك، يشمل نظام علاج التهاب الصفاق أدويةً قوية مضادة للبكتيريا، يستمر مفعولها لفترة من الوقت بعد تناولها. يجب مراعاة كل هذا عند التخطيط للحمل بعد جراحة استئصال الزائدة الدودية.

حتى لو كنتِ ترغبين بشدة في أن تصبحي أمًا، وأعاق المرض خططكِ بشكل كبير، فلا تتسرعي وتلعبي دور البطلة. ففي النهاية، يعتمد مسار الحمل المستقبلي وصحة الطفل المنشود على كيفية تعافيكِ.

يمكن قضاء عدة أشهر في الأنشطة التي تُسمى تخطيط الحمل - فالتغذية المتوازنة والمغذية، والمشي في الهواء الطلق يُساعدان على التعافي بشكل أفضل ويقويان جهاز المناعة؛ والراحة التامة والتفاؤل يُقويان الجهاز العصبي ويزيدان من مقاومة التوتر. حان الوقت يا عزيزتي للاهتمام بنفسكِ أكثر - فالجسم سيستجيب لهذا بالتأكيد بامتنان.