الاختبارات التشخيصية الوظيفية

لتحديد خصائص الدورة الشهرية وتأثيرات الغدد الصماء، تُجرى الدراسات باستخدام اختبارات التشخيص الوظيفي. حاليًا، يُستخدم تسجيل درجة الحرارة القاعدية فقط من بين جميع الاختبارات. يُطلب من المرأة قياس درجة حرارتها القاعدية (المستقيمية) كل صباح قبل الذهاب إلى الحمام، وتسجيل البيانات على مخطط خاص. في حالة الإجهاض، يجب الاحتفاظ بمخطط درجة الحرارة القاعدية طوال فترة الفحص والتحضير للحمل، مع تسجيل وقت تناول الأدوية، وأنواع العلاج الأخرى، والدراسات. يسمح هذا بتقييم تأثير التدابير العلاجية على طبيعة الدورة الشهرية (تغيرات وقت الإباضة، ومدة مراحلها)، ومقارنة نتائج الدراسات الأخرى بخصائص الدورة الشهرية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مخطط درجة الحرارة القاعدية للاشتباه في وجود حمل مبكر. تشير زيادة درجة الحرارة القاعدية في منتصف الدورة الشهرية بأكثر من 0.5 درجة مئوية إلى وجود دورة إباضة. غالبًا ما تكون دورة النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر ذات مرحلتين، مع عدم اكتمال المرحلة الثانية. في هذه الحالة، يمكن أن تكون درجة الحرارة القاعدية من نوعين. في النوع الأول، يكون هناك ارتفاع كافٍ في درجة الحرارة، لكن المرحلة الثانية تكون قصيرة - من 4 إلى 6 أيام. أظهرت دراسة مستوى إفراز البريغاناديول لدى النساء في هذه الدورة أن مستواه ضمن المعدل الطبيعي، ولكن لفترة أقصر. عند فحص بطانة الرحم في اليوم 18-22 من الدورة، تم الكشف عن المرحلة الأولية للإفراز.

الشكل الثاني لقصور الدورة الشهرية هو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة القاعدية مع انخفاض بطيء، لكن مدته تتوافق مع المرحلة الثانية الطبيعية. في هذا الشكل من قصور الدورة الشهرية، تحدث الإباضة في منتصف الدورة الشهرية، ويتزامن ارتفاع درجة الحرارة مع ذلك، ولكن بدرجة طفيفة جدًا، مع انخفاضها أحيانًا، وتكون درجة الحرارة غير مستقرة. يُكتشف انخفاض مستوى إفراز البريغاناديول في البول.

غالبًا ما تكون كمية البروجسترون المُنتَجة ضئيلة جدًا بحيث يصعب تحديد وجود المرحلة الثانية بناءً على نتائج الفحص الخلوي للطاخة المهبلية. في خزعة بطانة الرحم مع هذا النوع من نقص المرحلة الثانية، يُلاحظ تطور ضعيف للتغيرات الإفرازية. في حالات الإجهاض، غالبًا ما تتناوب دورات التبويض مع المرحلة الثانية غير المكتملة مع دورات عدم التبويض، والتي تتميز بدرجة حرارة قاعدية أحادية الطور دون زيادات، وغياب إفراز البريغاناديول في النصف الثاني من الدورة الشهرية، ووجود تغيرات تكاثرية فقط في بطانة الرحم. يمكن أن تحدث المظاهر السريرية لدورة المرحلة الثانية غير المكتملة بسبب انخفاض وظيفة الغدد التناسلية وتلف العضو المستهدف - بطانة الرحم - بسبب انخفاض نشاط المستقبلات التي تنفذ عمل الهرمونات الجنسية. تسمح لنا دراسات مستوى الهرمونات في الدم في مراحل مختلفة من الدورة الشهرية بالتمييز بين هذه الحالات. بسبب التوافر الحالي للدراسات الهرمونية لتقييم جودة الدورة الشهرية، فإن الاختبارات التشخيصية الوظيفية الأخرى (فحص مسحة المهبل، فحص مخاط عنق الرحم، تحديد عدد عنق الرحم) لها أهمية تاريخية حاليًا.