هل مشاهدة الأطفال للتلفاز ضارة؟

إذا كان طفلك يشاهد التلفاز طوال الوقت، فهذا ضارٌّ بالطبع. أما إذا كنت تشاهد البرامج بشكل انتقائي، فعليك أن تفهم أن التلفاز يُوسّع مدارك الطفل حول العالم من حوله. إضافةً إلى ذلك، تحتوي معظم الرسوم المتحركة على عناصر من العملية التعليمية.

لا أقصد الرسوم المتحركة رديئة الجودة أو تلك المخصصة للأطفال الأكبر سنًا، بل أقصد الرسوم المتحركة التي أُنتجت في الاتحاد السوفيتي السابق، وهي نسخ سينمائية من حكايات بوشكين وبازوف الخرافية والحكايات الشعبية، إلخ. تتميز هذه الرسوم بمحتوى تعليمي متناسق، فلا تحتوي على عنف أو مشاهد رعب أو أي شيء آخر يضر بالأطفال. على العكس، فإن رسوم هوليوود المتحركة، مثل توم وجيري، التي تتقاتل فيها الشخصيات بشراسة (دون أي عواقب على بعضها البعض)، ربما لا تستحق المشاهدة للأطفال الصغار الذين لا يفهمون كل شيء بعد. هذه الرسوم المتحركة ليست للأطفال بقدر ما هي للبالغين، وهي أشبه بالمسلسلات الكوميدية، وهو أمر غريب على عقليتنا بشكل عام.

إذا تذكرتم، كانت هناك برامج رائعة - "تصبحون على خير يا أطفال" و"رحلة إلى حكاية خرافية". لذا، كان بعض الأطفال، حتى دون أن يعرفوا الساعة، يطلبون من آبائهم تشغيل التلفزيون في الوقت المناسب لمشاهدتهم.

البرامج المتعلقة بالطبيعة والحيوانات مفيدة جدًا. وبطبيعة الحال، لا نتحدث هنا عن أطفال بعمر سنة أو سنة ونصف، بل عن أطفال بعمر سنتين.

بينما يكون الطفل صغيرًا ولا يعرف بعد كيفية تشغيل التلفزيون (مع أن بعضهم يعرف الآن كيفية تشغيله في سن عام ونصف)، فأنت تتحكم في مشاهدة البرامج بنفسك، وعندما ينتهي البرنامج، يمكنك إيقاف تشغيل التلفزيون. صحيح أنه في بعض العائلات يظل التلفزيون يعمل طوال اليوم، حتى لو لم يشاهده أحد (ببساطة - كخلفية). ثم، مع تنمية موقف نقدي وانتقائي لدى الطفل تجاه برامج التلفزيون، حاول أن تتخلص من اعتبار التلفزيون خلفية. أظهر للطفل من خلال مثالك الخاص أن مشاهدة التلفزيون ليست نشاطًا سلبيًا، بل نشاطًا فعالًا؛ وأنك قمت بتشغيله ليس لأنه ببساطة ليس لديك ما تفعله. من الأفضل أن تشاهد برامج شيقة مع الطفل، وأثناء المشاهدة، اشرح له تلك اللحظات التي لم يفهمها.

[ 1 ]