هرمون التستوستيرون لدى الرجال: ما الغرض منه؟

التستوستيرون هو هرمون ذكري يُنتج في خصيتي الرجل. وبشكل أكثر تحديدًا، يتم إنتاجه بواسطة ما يسمى بخلايا لايديغ، وتُسمى مجموعة هذه الخلايا أيضًا الغدة البلوغية. بالإضافة إلى الخصيتين، يتم تصنيع التستوستيرون أيضًا من الأندروستينيون، الذي تنتجه المنطقة الشبكية من قشرة الغدة الكظرية. يُنتج جسم الذكر حوالي 6-7 ملليغرام من الهرمون يوميًا، ويتراوح مستواه في الدم من 300 إلى 1000 نانوغرام لكل ديسيلتر. ومن الغريب أن الرجال لا يملكون الحق الحصري في إنتاج هرمون الذكورة - حيث يُنتج التستوستيرون أيضًا في جسم الأنثى (في نفس قشرة الغدة الكظرية والمبيضين)، ولكن بكميات أقل بكثير - ملليغرام واحد فقط يوميًا. يتم تصنيع التستوستيرون من الكوليسترول، وهناك خياران لتصنيعه، الأول والثاني، ولا يختلفان كثيرًا.

على أي حال، يتم تحويل مادة تسمى سلائف التستوستيرون أو هرمون البروهرمون مباشرة إلى هرمون التستوستيرون. يحدث تخليق التستوستيرون، كما ذكرنا سابقًا، بشكل رئيسي في الخصيتين (خلايا لايديغ). بشكل رئيسي تحت تأثير هرمون الملوتن النخامي (LH أو لوتروبين). يتم إنتاج LH، بدوره، في الغدة النخامية تحت تأثير هرمون تحت المهاد يسمى هرمون إطلاق الغدد التناسلية (GnRH، GtRH). تستخدم الغدة النخامية معلومات حول وجود الهرمونات الجنسية في الدم لتنظيم إنتاج LH، ويستخدم المهاد - لتنظيم إنتاج GnRH. على أي حال، فإن زيادة مستوى التستوستيرون الحر في الجسم هي إشارة للغدة النخامية لتقليل إنتاج LH، وبما أن إنتاج الهرمون الملوتن ينخفض، فإن إنتاج التستوستيرون الخاص بها ينخفض أيضًا.

دور هرمون التستوستيرون في جسم الرجل والمرأة

لا شك أن أهمية هرمون التستوستيرون للرجال لا تُقدر بثمن؛ فهو ما يجعلنا رجالاً، وهو المسؤول عن تكوين الصفات الجنسية الثانوية. وبفضله، يتمتع الرجال بشعر كثيف على الوجه والجسم، كما يُكسبهم صوتاً أخفض وشخصية أكثر عدوانية من النساء. وأخيراً، يُمكن أن يُسهم التستوستيرون في الصلع لدى الرجال، ليس جميعهم بالطبع، بل بعضهم. كما يُنشّط التستوستيرون العمليات البنائية في الجسم، وهذه الخاصية هي التي استُخدمت كأساس لاستخدامه في الطب والرياضة.

يُعدّ التستوستيرون أيضًا هرمونًا مهمًا للنساء. أول ما لوحظ هو العلاقة بين مستوى التستوستيرون في دم المرأة وترسب الدهون. في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث، وكذلك بعده، ينخفض مستوى التستوستيرون في جسم المرأة بشكل ملحوظ. خلال هذه الفترة، تكون النساء أكثر عرضة لتراكم الدهون. ومع ذلك، استُخدم التستوستيرون كوسيلة مساعدة للتخلص من الدهون الزائدة تحت الجلد، وللمريضات اللواتي لم ينقطع انقطاع الطمث إلا في المستقبل البعيد، إلا أن مستوى هذا الهرمون في الدم كان أقل بكثير من المعدل الطبيعي.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُضعف نقص هرمون التستوستيرون في دم النساء الرغبة الجنسية بشكل كبير؛ إذ يُساهم انخفاض مستوياته في مشاكل التركيز، ويزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. علاوة على ذلك، يُؤدي نقصه إلى زيادة جفاف الجلد وترققه. لذا، فإن أهمية هذا الهرمون للنساء لا تقل أهمية عن أهمية الرجال.

مستويات هرمون التستوستيرون في جسم الرجل

يرتفع مستوى هرمون التستوستيرون في دم الرجال بشكل كبير خلال فترة البلوغ، وقد يكون مستوى التستوستيرون لديهم في مرحلة المراهقة كافيًا لبناء بنية جسدية رياضية. ولكن بعد 45-50 عامًا، يبدأ مستوى التستوستيرون في جسم الرجل بالانخفاض بشكل مطرد وحاد، ويرتفع مستوى الإستروجين. يؤدي هذان العاملان معًا حتمًا إلى اضطرابات مختلفة ومزعجة للغاية، من بينها مشاكل في البروستاتا، والجهاز القلبي الوعائي، والذاكرة، وأمراض مرتبطة بضعف المناعة، وحتى تضخم الثدي المرتبط بالعمر. بالمناسبة، تُظهر الدراسات الحديثة أن مستوى التستوستيرون الحر ليس هو الذي ينخفض لدى الرجال المسنين، بل مستوى التستوستيرون الكلي. ويرجع ذلك إلى زيادة مستوى الجلوبيولين في دمائهم الذي يربط الهرمونات الجنسية. ومع ذلك، فإن حقن التستوستيرون الإضافية خلال هذه الفترة مرغوبة للغاية. لا يقتصر الأمر على حقن التستوستيرون، بل يُساعد الأنسولين أيضًا على مكافحة ارتفاع مستوى SHBG في الدم. يشهد مستوى التستوستيرون تقلبات يومية: يبلغ ذروته بين الساعة 7 و9 صباحًا، وأدنى مستوياته بين الساعة 0 و3 صباحًا. هناك ملاحظة مثيرة للاهتمام تتعلق بهذه التقلبات: حتى جرعة كبيرة نسبيًا من الستيرويد قصير الأمد (تصل إلى 100 ملغ من ميثاندروستينولون) تُعطى للجسم خلال أقصى فترة (من الساعة 6 صباحًا إلى 12 ظهرًا) لا تُؤثر عمليًا على إنتاج التستوستيرون الداخلي. بالمناسبة، هذا الادعاء ليس باطلا، بل هو مؤكد بالتجربة.

بالإضافة إلى التقلبات اليومية، يشهد مستوى هرمون التستوستيرون في دم الرجال تقلبات موسمية أيضًا: إذ يرتفع في الربيع، ويبلغ ذروته ليلًا. بدءًا من يوليو، تنخفض مستويات التستوستيرون تدريجيًا، لتصل إلى أدنى مستوياتها بحلول منتصف سبتمبر. وهذا هو الوقت الأنسب لظهور اكتئاب الخريف.