استهلاك منتجات الخميرة له تأثير إيجابي على وظائف الدماغ

يزعم علماء بريطانيون أن منتجات الخميرة هي الخيار الأمثل لوجبة الإفطار. وقد توصلوا إلى هذا الاستنتاج بعد تجارب اختبروا فيها معجون الخميرة الشائع في المملكة المتحدة، "مارمايت". وكما اكتُشف، فإن تناول هذا المعجون يُحفّز نشاط الدماغ البشري بشكل ملحوظ.

"مارمايت" منتج شائع جدًا في المملكة المتحدة وبعض الدول الأخرى. يُستخدم هذا المعجون كدهن للشطائر، ولكن نظرًا لاحتوائه على الخميرة ومكونات أخرى، يتميز بنكهة مميزة قد لا تُعجب الجميع.

أظهرت التجارب التي أجراها باحثون في جامعة يورك أن الخميرة قادرة على تحسين أداء الدماغ بشكل ملحوظ من خلال زيادة كمية حمض غاما أمينوبوتيريك. يُعرف هذا الحمض بأنه وسيط للعمليات التي تحدث في الجهاز العصبي المركزي، كما أنه يُثبّط درجة الاستثارة العصبية، مما يُثبّت نشاط الدماغ.

قبل الدراسة، كان يُعتقد أن نقص حمض غاما أمينوبوتيريك يرتبط بتطور اضطرابات القلق ، والاكتئاب، والتوحد، وحدوث نوبات الصرع. يهدف تأثير معظم الأدوية المنشطة إلى تنشيط إنتاج حمض غاما أمينوبوتيريك.

اختار دانيال بيكر، أحد الباحثين الرئيسيين في التجربة، وهو عالم نفس وممثل جامعة يورك، 28 متطوعًا للمشروع. قُسِّموا جميعًا عشوائيًا إلى مجموعتين. تناول المشاركون في المجموعة الأولى ملعقة صغيرة من معجون المارمايت يوميًا لمدة 4 أسابيع، بينما تناول المشاركون في المجموعة الثانية الكمية نفسها من زبدة الفول السوداني.

وفي نهاية التجربة، تم جمع جميع المشاركين وخضع كل منهم للتشخيص باستخدام طريقة تخطيط كهربية الدماغ - وبهذه الطريقة، فحص المتخصصون رد فعل هياكل الدماغ للمحفزات البصرية.

أظهرت نتائج التجربة أن المتطوعين الذين تناولوا المارميت تباطأ لديهم رد فعل تجاه المهيجات بنسبة تزيد عن ثلاثين بالمائة. وهذا يشير إلى ارتفاع مستوى حمض غاما أمينوبوتيريك لديهم. بالمناسبة، ظل تأثير منتج الخميرة ملحوظًا لمدة شهرين بعد انتهاء التجربة.

تحتوي الخميرة على كميات كبيرة من فيتامين ب12 _، الذي يؤثر إيجابًا على إنتاج حمض غاما أمينوبوتيريك. ويؤكد البروفيسور بيكر على ذلك قائلًا: "يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا واسعة في مجال الطب والممارسة السريرية".

يُعد استخدام الخميرة في صناعة الأغذية أمرًا شائعًا، إذ يعلم الجميع استخدامها على نطاق واسع في إنتاج الكحول والمخبوزات والحلويات. ولكن الآن، يُمكن استخدام هذا المنتج في الطب كدواء. فبالإضافة إلى فيتامين ب، تحتوي الخميرة على مواد مفيدة أخرى - مثل التوكوفيرول والميزواينوزيتول والعناصر الدقيقة والكبيرة. لذلك، يُرجَّح استخدام الخميرة قريبًا كعامل علاجي ووقائي.