استهلاك الفركتوز يؤدي إلى اضطرابات التمثيل الغذائي

أثبت مركز أبحاث معهد سانت لوك لأمراض القلب أن السبب الرئيسي لمرض السكري من النوع الثاني هو تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الفركتوز. ووفقًا للخبراء، فإن هذا هو سبب شيوع مرض السكري من النوع الثاني مؤخرًا.

يُعاني حاليًا ما يقارب واحد من كل عشرة بالغين على كوكب الأرض من هذا المرض. وعلى مدار ما يقارب الثلاثين عامًا الماضية، تضاعف عدد مرضى السكري من النوع الثاني. ففي ثمانينيات القرن الماضي، كان عدد المصابين بالسكري حوالي 150 مليون شخص، وفي عام 2008 وصل العدد إلى حوالي 350 مليونًا.

خلال عملهم، قيّم المتخصصون نتائج دراسات وتجارب أخرى على الحيوانات، بالإضافة إلى تجارب أُجريت على البشر. ووفقًا لأحدث دراسة، فإن استبدال الجلوكوز بالفركتوز يؤدي إلى عواقب سلبية.

وفقاً للعلماء، يتمثل الخطر الأكبر في الفركتوز الموجود في سكر المائدة وشراب الذرة (هذا المُحلي شائع الاستخدام في صناعة الأغذية). في الوقت نفسه، لا يُسبب الفركتوز الموجود في المنتجات الطبيعية، أي الفواكه والخضراوات، مثل هذه العواقب الوخيمة. وكما يُشير العلماء، فإن وجود الفواكه والخضراوات في النظام الغذائي يُساعد على الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك داء السكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.

ينصح الخبراء بتناول المزيد من الأطعمة الطبيعية والحد من الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز.

في دراسة أخرى، وجد الخبراء أن استهلاك الفركتوز يؤثر على نفسية الإنسان. فالاستهلاك المتكرر للفركتوز يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

الفركتوز هو مادة حلوة تستخدم في إنتاج مختلف الأطعمة والمشروبات، وتوجد أيضًا في الفواكه والخضروات.

وقد ثبت بالفعل أن استهلاك الفركتوز يسبب السرطان، ومرض السكري من النوع 2، وضعف الوظيفة الإدراكية للدماغ في الشيخوخة، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

في جامعة إيموري، حدد الخبراء سمة أخرى للفركتوز: تناول جرعات عالية يُغير استجابة الدماغ للتوتر، مما يجعل الشخص أكثر حساسية له. المراهقون أكثر عرضة لهذه التغيرات. يؤدي رد الفعل الحاد للتوتر إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وإضعاف مناعة الجسم، كما يُسبب شيخوخة سريعة للجسم.

درس الخبراء تأثير الفركتوز على مجموعتين من الفئران. الأولى تناولت طعامًا عاديًا، والثانية تناولت طعامًا يحتوي على كمية كبيرة من الفركتوز. بعد شهرين ونصف، تعرضت حيوانات التجربة للإجهاد (أُلقيت بعض الحيوانات في الماء، ووُضع بعضها الآخر في متاهة متسلسلة).

نتيجةً لذلك، استنتج العلماء أن الفئران الصغيرة التي تناولت كميات كبيرة من الفركتوز كان رد فعلها تجاه التوتر مختلفًا، إذ أنتجت أجسامها كميةً كبيرةً من الكورتيزول (هرمون التوتر) مقارنةً بالبالغين. كما أظهرت الفئران الصغيرة حالةً من الاكتئاب وزيادةً في القلق.