سيتم تزويد كراسي الأسنان بالقدرة على "الإحساس" بالمريض

من المستبعد أن تجد بينكم من يوافق على زيارة طبيب الأسنان بكل سرور. حتى أكثر "المتشددين" يرتجفون أحيانًا قبل دخول العيادة. ولا يهم أن الطبيب سيجري عمليات غير مؤلمة نسبيًا: فمجرد زيارة طبيب الأسنان قد تُسبب حالة من الذعر الداخلي. وكما يقول الأطباء أنفسهم، فإن التغلب على الشعور بالألم أسهل بكثير من التغلب على الخوف. ومع ذلك، قدم المتخصصون مؤخرًا كرسيًا "ذكيًا" فريدًا لعيادة الأسنان: يتميز بخاصية مثيرة للاهتمام تتمثل في استشعار خوف المريض. بالإضافة إلى ذلك، سيساعد هذا الكرسي المرضى على التخلص من خوفهم من أطباء الأسنان، بل وسيساهم في تحسين صحتهم بشكل عام.

قدّم فريق مركز طب الأسنان بجامعة كولومبيا هذا الاختراع. وقد أجروا تجربةً شملت تزويد جميع مرضى عيادة الأسنان الجامعية بأساور خاصة مزودة بتقنية تحديد الهوية بترددات الراديو (RFID). يستخدم هذا السوار علاماتٍ محددة تُعرّف المريض تلقائيًا. يُسجّل الجهاز هذه اللحظات: وقت وكيفية استخدام أدوات العلاج، ووضعية المريض، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، سيُراقب كرسي الأسنان هذه المؤشرات. وتشمل وظائفه الأساسية: عدّ النبض، وتقييم درجة امتلاء الرئة، وتحديد مستوى حمل الإجهاد والتوتر العام.

ما هي "خدعة" الطريقة الجديدة، وكيف ستساعد المريض على نسيان مخاوفه؟ سيتم إرسال المؤشرات التي سيتم جمعها من جميع أجهزة الاستشعار المثبتة إلى الطبيب فورًا. من خلال تحليل المعلومات المُستقاة، سيتمكن الطبيب من منع الخوف مُسبقًا، وتغيير أساليبه أثناء الإجراءات، وإيقاف التلاعبات، وتشتيت انتباه المريض وتهدئته. بالإضافة إلى ذلك، سيُزوَّد الطبيب بشاشة عرض منفصلة لمؤشرات الإجهاد وحمل الألم، والتي ستكون مفيدة أيضًا لتحسين إمكانيات العلاج. ومع ذلك، ليست هذه كل "مزايا" الكرسي الجديد. يسعى العلماء إلى استخدامه لأغراض وقائية.

المعلومات المُجمعة من أجهزة الاستشعار ستساعد الأطباء ليس فقط على تقديم علاج أسنان عالي الجودة، بل أيضًا على تقييم الصحة العامة للشخص. قد يكون من الممكن تحديد حالات الإدمان، والمراحل الأولية لأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري، وحتى أمراض الأورام. لاحظنا أن الناس يزورون عيادة طبيب الأسنان أكثر من أي طبيب آخر في العيادة. لذلك، لماذا لا نُجهّز الكرسي ببعض الوظائف التشخيصية - على سبيل المثال، تعليمه تحديد مستوى الجلوكوز في الدم، ومؤشرات ضغط الدم، وما إلى ذلك؟ يشرح الخبراء فكرتهم.

وتم نشر المعلومات في مجلة Popular Mechanics.