يعتمد تأثير الدواء الوهمي على الوراثة

توصل علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد ومركز بيث إسرائيل ديكونيس إلى أن تأثير الدواء الوهمي يعمل على الأشخاص الذين لديهم تسلسل جيني معين.

قام الخبراء بدراسة تأثير الدواء الوهمي لدى الأشخاص الذين لديهم متغيرات مختلفة من جين COMT، الذي يشفر بروتين cotechol-O-methyltransferase، الذي يشارك في استقلاب الدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن مشاعر المتعة.

شملت الدراسة 104 أشخاص يعانون من متلازمة القولون العصبي، التي تسبب آلامًا مزمنة في البطن، وانزعاجًا، وانتفاخًا. قُسِّم جميع المشاركين إلى ثلاث مجموعات، وكان الاختيار عشوائيًا.

تلقت مجموعتان من المشاركين علاجًا وهميًا بالوخز بالإبر (لم تدخل الإبر الجلد)، بينما لم تتلق المجموعة الثالثة أي علاج على الإطلاق.

خضع متطوعو المجموعة الأولى للعلاج في بيئة طبيعية، بينما حافظ الأطباء على علاقات ودية ودافئة مع مشاركي المجموعة الثانية. بعد شهر من بدء الدراسة، طُلب من المشاركين وصف حالتهم الصحية. كما أُخذت عينات دم من جميع المتطوعين للتحليل.

وجد العلماء أن الأشخاص الذين كانوا حاملين لأليلين من جين COMT، مع وجود الميثيونين في الموضع 158، شعروا بتحسن ملحوظ في حالتهم، مما يعني أنهم كانوا أكثر عرضة للعلاج الوهمي. كما شهد المشاركون الذين استُبدل الميثيونين بالفالين في أحد الأليلين تحسنًا، ولكن ليس بنفس القدر. ولم يُلاحظ أي تغيرات لدى المرضى الذين كانوا حاملين لأليلين مع وجود الفالين في الموضع 158.

كما افترض العلماء، اعتمد نجاح تأثير الدواء الوهمي أيضًا على علاقة الثقة بين الطبيب والمريض. وقد حقق متطوعو المجموعة الثانية أعلى النتائج، نظرًا لعلاقاتهم الجيدة مع الأطباء، وحصولهم على الرعاية والدعم، مما أثر على النتيجة النهائية.

مع ذلك، ورغم نجاح البحث، يرى الخبراء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول تأثير الدواء الوهمي والاستعداد الوراثي. ويعتزم الخبراء إجراء تجارب مماثلة قريبًا على مرضى يعانون من أنواع أخرى من الأمراض.