يتفوق الصيام على فترات متقطعة على الأدوية التقليدية في علاج داء السكري من النوع الثاني في مراحله المبكرة

توصلت دراسة إلى أن الصيام المتقطع واتباع أنظمة غذائية بديلة للوجبات يمكن أن يحسن السيطرة على الجلوكوز لدى المرضى المصابين بمرض السكري من النوع 2 في المرحلة المبكرة.

ونشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.

يُعدّ داء السكري من النوع الثاني مشكلة صحية عامة كبيرة في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لبيانات الاتحاد الدولي للسكري لعام ٢٠٢١، يُعاني حوالي ٥٣٧ مليون بالغ من داء السكري من النوع الثاني. وتسجّل الصين أعلى معدل انتشار لداء السكري في العالم، حيث ازداد عدد البالغين المصابين به بنسبة ٥٦.٦٪ بين عامي ٢٠١١ و٢٠٢١. ويبلغ معدل انتشار داء السكري حاليًا في الصين ١٢.٤٪، ويعاني حوالي ٥٠٪ من السكان من زيادة الوزن أو السمنة.

أجريت هذه الدراسة لتقييم فعالية الصيام المتقطع مع استبدال الوجبات (نظام 5:2 الغذائي) في التحكم في مستوى الجلوكوز وفقدان الوزن لدى البالغين الصينيين المصابين بمرض السكري من النوع 2 في المرحلة المبكرة.

شملت التجربة السريرية العشوائية 405 بالغين صينيين مُشخَّصين حديثًا بداء السكري من النوع الثاني، ولم يتناولوا أدويةً مضادةً للسكري أو مُخفِّضةً للوزن خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وُزِّع المشاركون عشوائيًا لتلقي إما الميتفورمين، أو الإمباجليفلوزين، أو نظامًا غذائيًا بديلًا للوجبات بنسبة 5:2 لمدة 16 أسبوعًا.

في المجموعة التي اتبعت نظامًا غذائيًا 5:2، استبدل المشاركون وجباتهم الثلاث المعتادة بأطعمة منخفضة الطاقة في يومين غير متتاليين أسبوعيًا. في الأيام الخمسة الأخرى، كان بإمكانهم تناول وجبتي الإفطار والغداء من اختيارهم، مع تناول بديل الوجبة على العشاء.

أظهرت المجموعة التي اتبعت نظامًا غذائيًا 5:2 انخفاضًا ملحوظًا في الهيموغلوبين السكري (HbA1c) مقارنةً بمجموعتي الميتفورمين والإمباجليفلوزين. كما أظهرت هذه المجموعة انخفاضًا ملحوظًا في مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام بمقدار 30.3 ملغ/ديسيلتر، بالإضافة إلى انخفاض في وزن الجسم، ومحيط الخصر والورك، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

في مجموعة النظام الغذائي 5:2، عانى مريض واحد من الإمساك، بينما عانى ثمانية من انخفاض سكر الدم. في مجموعة الميتفورمين، عانى 26 مريضًا من أعراض معوية خفيفة، وثمانية من انخفاض سكر الدم. في مجموعة إمباجليفلوزين، عانى ثلاثة مرضى من أعراض بولية، وخمسة من انخفاض سكر الدم، ومريض واحد من العطش. كما حدثت آثار جانبية خطيرة في هذه المجموعة لدى مريضين، بما في ذلك طفح جلدي شديد ودخول المستشفى بسبب ارتفاع نسبة الكيتونات في الدم، والتي اختفت بالعلاج.

تُظهر الدراسة أن اتباع نظام غذائي بديل للوجبات (5:2) يُحسّن التحكم في مستوى الجلوكوز ويُقلل وزن الجسم لدى مرضى السكري من النوع الثاني في مراحله المبكرة. وتُبرز هذه النتائج أن هذا النهج قد يكون أكثر فعالية في إدارة السكري والسمنة مقارنةً بدواءين مُضادين للسكري، وهما الميتفورمين والإمباجليفلوزين.

هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لتقييم فعالية نظام 5:2 الغذائي على المدى الطويل لدى المرضى الذين يتناولون أدويةً مضادةً للسكري ولديهم مستويات هيموغلوبين سكري أساسية أعلى. وبشكل عام، تشير نتائج الدراسة إلى أن نظام 5:2 الغذائي قد يكون تدخلاً أوليًا فعالاً في الإدارة المبكرة لمرض السكري من النوع الثاني.