ويشارك الجهاز المناعي في تطور مرض الزهايمر

منذ عدة عقود، يحاول العلماء من جميع أنحاء العالم دون جدوى إيجاد طريقة لمكافحة مرض الزهايمر، الذي يتميز بفقدان الذاكرة التدريجي، وانخفاض التفكير والفهم والكلام، وما إلى ذلك. يُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعًا باسم "الخرف الشيخوخي".

وفي الآونة الأخيرة، أفاد الخبراء بشكل متزايد بأن الجهاز المناعي البشري يشارك في تطور المرض، على الرغم من أن العلماء يجدون صعوبة في الإجابة على المبدأ الذي يحدث بسببه.

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ديوك، وهي جامعة بحثية خاصة في ولاية كارولاينا الشمالية، أن الخلايا المناعية التي تحمي الدماغ تبدأ في مرحلة مبكرة من هذا الاضطراب العصبي التنكسي بتدمير الأرجينين، وهو حمض أميني يستخدمه الدماغ ليعمل بشكل سليم. ونشر الباحثون نتائجهم في مجلة متخصصة في علوم الأعصاب.

ولفهم التغيرات التي تحدث في المناعة مع تقدم المرض بشكل أفضل، استخدم العلماء القوارض المخبرية التي لديها جهاز مناعي يشبه الجهاز المناعي للإنسان وكانت في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر.

نتيجةً لذلك، وجد المتخصصون إمكانية عكس عملية امتصاص الخلايا المناعية للأحماض الأمينية التي يحتاجها الدماغ. ولتحقيق ذلك، استخدم العلماء جزيئًا صغيرًا. وخلال تجربة على القوارض، تمكن المتخصصون من إيقاف نمو اللويحات في الدماغ وفقدان الذاكرة.

وبحسب الخبراء الأميركيين فإن الاكتشاف الذي توصلوا إليه لا يحدد السبب المحتمل لتطور مرض التنكس العصبي فحسب، بل سيساعد أيضا في ابتكار وسائل فعالة جديدة لعلاج المرض.

وأوضحت رئيسة المشروع العلمي، البروفيسورة كارول كولتون، أنه إذا كان حمض الأرجينين الأميني عاملاً محفزاً لتطور الاضطرابات العصبية التنكسية، فمن المرجح أن يساعد منع هذا الحمض الأميني في وقف تطور المرض.

من بين جميع أشكال الخرف المكتسب، يُعدّ مرض الزهايمر الاضطراب الأكثر شيوعًا. يُصيب هذا المرض منطقة الدماغ المسؤولة عن التفكير والذاكرة. أولى أعراض المرض هي فقدان خفيف للذاكرة، ومع مرور الوقت، يعجز الشخص عن التواصل، ولا يتفاعل مع المهيجات الخارجية.

تشير الإحصائيات إلى أنه في عام 2013، أثر مرض الزهايمر على أكثر من خمسة ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها.

تجدر الإشارة إلى أن المتخصصين استخدموا في تجاربهم قوارض خاصة عُدِّلت بحيث أصبح جهازها المناعي مشابهًا لجهاز الإنسان. كما ظهرت على هذه القوارض جميع أعراض التطور المبكر للمرض، مثل فقدان الخلايا العصبية، وتغيرات سلوكية، ولويحات دماغية.

وأشار الخبراء أيضًا إلى أنه في المراحل المبكرة من المرض، تبدأ الخلايا المناعية في التغير؛ بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد ارتفاع التعبير عن الجينات المرتبطة بقمع الاستجابة المناعية وضعف التعبير عن الجينات التي تحفز الجهاز المناعي.