تشعر صاحبات الشعر الأحمر بالألم أكثر من السمراوات والبنيات والشقراوات

يخطط أطباء بريطانيون لاختبار فرضية أن ذوي الشعر الأحمر يشعرون بالألم أكثر من ذوي الشعر البني والسمراوات والشقراوات. ووفقًا للعلماء، فإن البيانات الجينية الجزيئية الأولية تُشير إلى صحة هذه الفرضية.

لا يجد ذوو الشعر الأحمر صعوبة في التعامل - ولو لمجرد أنهم يستمتعون باهتمام الآخرين المتزايد. أحيانًا يكون هذا الاهتمام مُرضيًا، وأحيانًا يكون مُرهقًا. بالمناسبة، هل تعلم أنه في العصور القديمة كان يُعتقد أن ذوي الشعر الأحمر يصاحبون الأرواح الشريرة، ويطيرون إلى أيام السبت، ويشربون دم البشر؟ لا يزال البعض ينسب إليهم قدرات خارقة للطبيعة: ما الذي يستحق على الأقل تعبير "ساحرة ذات شعر أحمر" الذي ترسخ في اللغة؟ حتى الأطفال الصغار، الذين لا يميلون إلى الشفقة الصوفية، يُضايقون ذوي الشعر الأحمر بطريقتهم الخاصة: يكفي تذكر أغنية "أحمر، أحمر، منمش".

ويبدو أن الطبيعة نفسها ليست رحيمة بذوي الشعر الأحمر. فقد أطلق علماء من جامعة ساوثهامبتون (المملكة المتحدة) دراسةً تهدف إلى معرفة كيف يختلف ذوو الشعر الأحمر عن غيرهم في قدرتهم على الشعور بالألم. دُعيت نساء ورجال فوق سن الثلاثين للمشاركة في التجربة، حيث سيُضطر كلٌّ منهم إلى تحمّل صدمة كهربائية خفيفة بعد جرعة تخدير. يُفترض أن ذوي الشعر الأحمر يحتاجون إلى مسكنات ألم أكثر، أي أن ألمهم يكون أشد وأعمق من ألم ذوي الشعر البني أو الشقراوات، على سبيل المثال.

سبب هذا العمل ليس مستبعدًا. لطالما اشتبه الباحثون في أن ذوي الشعر الأحمر حساسون للألم بشكل خاص. ومع ذلك، فإن معظم الحجج المؤيدة لهذه النظرية تكمن في مجال الملاحظات النفسية. على سبيل المثال، يخشى ذوو الشعر الأحمر زيارة طبيب الأسنان بضعف خوفهم، ولذلك يحاولون تجنبها أكثر من غيرهم. ومن المعروف أيضًا أن النساء ذوات الشعر الأحمر يحتجن إلى جرعة تخدير أكبر بنسبة 19% لتجنب الارتعاش أثناء التحفيز المفاجئ للألم. تم الحصول على هذه البيانات منذ فترة في جامعة لويزفيل (الولايات المتحدة الأمريكية). سيتعين على البريطانيين تأكيد أو دحض فرضية زيادة حساسية الألم لدى ذوي الشعر الأحمر. سيكتمل العمل بحلول سبتمبر...

ومع ذلك، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن هذه النظرية ستُثبت صحتها. فالجين المسؤول عن الشعر الأحمر ولون البشرة المميز يؤثر أيضًا على إنتاج الإندورفين. هذه المواد الأفيونية الداخلية، التي تنتجها الخلايا العصبية في الدماغ، قادرة ليس فقط على التأثير على المشاعر، بل أيضًا على كبح الألم. من المحتمل جدًا وجود علاقة بين لون الشعر والألم؛ ويبقى فقط فهم ماهيتها بالضبط. إذا كانت الافتراضات صحيحة، وكان أصحاب الشعر الأحمر أكثر حساسية للألم، فسيكونون قادرين على طلب جرعة إضافية من التخدير من الطبيب لأسباب علمية بحتة.

[ 1 ]