الخوف من العناكب والخوف من المرتفعات مرتبطان ببعضهما البعض

إذا تخلصت من الخوف من العناكب، فيمكنك أيضًا التعامل مع الخوف من المرتفعات في نفس الوقت.

الحالات الرهابية هي أمراض تتميز بنوبات القلق والمخاوف الوسواسية، وتتجلى في الارتعاش وزيادة التعرق وضعف الوعي وما إلى ذلك. إن أقوى شعور بالذعر والذي لا يمكن تفسيره في بعض الأحيان ينجم عن حافز معين.

الطريقة الأكثر شيوعًا للتخلص من أي خوف موجود هي تطبيق التعريض، أي مواجهة موضوع الخوف مباشرةً في بيئة آمنة. لا يقتصر الأمر على التقاط عنكبوت وإمساكه رغم الخوف. يبدأ التأثير على الرهاب بعرض صور وتمثيلات خيالية للأشياء التي تُسبب الخوف. في الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك عمل نشط لأخصائي علم النفس، هدفه فهم سبب شعور المريض بالخوف، وما الذي يُسبب المشاعر السلبية تحديدًا، وما إلى ذلك. يؤدي العمل المتأني والتدريجي إلى تهدئة الخوف.

من المعروف أن الشخص غالبًا ما يعاني من عدة رهاب في آنٍ واحد. ومن المنطقي أن تُعالج كل رهاب على حدة. على سبيل المثال، عندما يشكو مريض من خوفه الشديد من العناكب والمرتفعات، يُجرى العلاج بالتناوب، بحيث يُعالج رهاب العناكب بشكل منفصل، ثم يُعالج رهاب المرتفعات، أو العكس. ومع ذلك، فقد أثبت ممثلو جامعة الرور أنه يمكن، بل يجب، علاج هذين الخوفين معًا.

اختار الباحثون 50 شخصًا يعانون من رهاب العناكب ورهاب المرتفعات. وُجّه العلاج فقط نحو الخوف من العناكب. وخلال العلاج، فحصوا درجة الرهاب، وأجروا اختبارات واستطلاعات رأي مختلفة. والجدير بالذكر أن المرضى أنفسهم أشاروا إلى تراجع هاتين المشكلتين تدريجيًا، وهو ما أكدته الاختبارات التي أُجريت.

يُعدّ هذا البحث واعدًا للغاية. ومع ذلك، ليس كل شيء بهذه البساطة: من المهم للخبراء فهم أسباب هذا التأثير وآلياته، بالإضافة إلى مقارنة تأثيره المحتمل على المخاوف المرضية الأخرى. من الصعب تحديد العوامل المشتركة بين العناكب والمرتفعات. من الممكن وجود روابط مماثلة بين أنواع أخرى من الرهاب.

سيحتاج العلماء إلى بذل جهد كبير، وتحليل جميع العمليات العقلية المعنية لتعزيز فعالية العلاج المضاد للرهاب. من المعروف أنه من الصعب عمليًا التخلص من المخاوف تمامًا: ففي معظم الحالات، لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتقليل مظاهرها. في هذا الصدد، لا يزال أمام العلماء الكثير من العمل، نظرًا لوجود العديد من الاضطرابات الرهابية بأنواعها المختلفة، حيث يمكن للأشخاص الذين يعانون من الخوف والذعر تجربة أي شيء تقريبًا، ليس فقط في الحياة، بل في الخيال أيضًا.

يمكن جعل العلاج أكثر فعالية. ومن المهم أيضًا طلب المساعدة من المعالجين النفسيين في الوقت المناسب، وعدم الخجل من مشاعرك.

المقال الكامل متاح في مجلة Translational Psychiatry