ظهر جنس الإنسان العاقل نتيجة للتغير المناخي السريع، كما يقول العلماء

يزعم البعض أن تغير المناخ سيقضي على البشرية كنوع. ثم سنُقتل على يد ما أنجبنا: التقلبات السريعة في متوسط درجات الحرارة العالمية قبل 3-2 مليون سنة تزامنت مع العصر الذهبي للتطور البشري.

تشير الأدلة الأحفورية إلى أن ثمانية أشباه بشرية أخرى نشأت من نوع واحد، وهو الأسترالوبيثكس الأفريقي، الذي عاش قبل حوالي 2.7 مليون سنة. ظهر أوائل أفراد جنسنا قبل حوالي 2.5 إلى 2.4 مليون سنة، ووُلد الإنسان المنتصب، أول أشباه بشرية غادر أفريقيا، قبل حوالي 1.8 مليون سنة.

أراد مات غروف من جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة معرفة الدور المحتمل للمناخ في هذه المرحلة من التطور. لجأ إلى مجموعة بيانات جمعتها لورين ليسيكي من جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، الولايات المتحدة. حللت السيدة ليسيكي محتوى نظائر الأكسجين في أصداف الفورامينيفيرا المتحجرة. خلال العصور الجليدية، تحتوي هذه الأصداف على تركيزات أعلى من النظير الأثقل، بينما يتراكم النظير الأخف في الثلج والجليد بدلاً من المحيط.

وجد السيد غروف أن متوسط درجات الحرارة قد تغير بشكل مفاجئ نسبيًا ثلاث مرات خلال الخمسة ملايين سنة الماضية. كان كل تغير يعادل الفرق في درجات الحرارة بين العصر الجليدي وبين الجليدي، ولكن لم يحدث أيٌّ من هذه التغيرات خلال "العصر الذهبي" للإنسان البدائي. بل اتسم هذا العصر بنطاق أوسع من درجات الحرارة، وهو حقبة من تغير المناخ السريع والقصير الأمد. ويعتقد أن سرعة التغير ربما أجبرت البشر الأوائل على تطوير القدرة على التكيف التي تُميز جنسنا البشري.

يُذكّر هذا الاختصاصي بأن السمات الرئيسية للإنسان المنتصب التي زادت من فرص بقائه كانت أسنانه الملائمة لأي نوع من الأنظمة الغذائية ودماغه الكبير. ولعلّ كل هذا تشكّل استجابةً لتغير المناخ السريع.