نمط الحياة الصحي يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 2/3

يُقلل نمط الحياة الصحي (استهلاك الكحول باعتدال، وممارسة النشاط البدني، وإدراج الخضراوات في النظام الغذائي، والحفاظ على وزن طبيعي) من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة الثلثين. هذا ما توصل إليه البروفيسور بيكا جوسيلاهتي من المعهد الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية، بناءً على بحثه. وقد عُرضت نتائج الدراسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد ارتفاع ضغط الدم السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في العالم. إذ يُودي بحياة 7 ملايين شخص سنويًا (حوالي 15% من إجمالي الوفيات في العالم). لذلك، تُعدّ الوقاية من ارتفاع ضغط الدم مهمة طبية بالغة الأهمية للحد من معدلات الاعتلال والوفيات في كل من الدول النامية والمتقدمة.

كان هدف بحث البروفيسور جوسيلاتي دراسة أمراض القلب والأوعية الدموية الخمسة الرئيسية وارتباطها بنمط حياة الفرد: التدخين، واستهلاك الكحول، والنشاط البدني، والسمنة، وتناول الخضراوات. وكان الهدف الاستراتيجي من البحث هو إيجاد سبل للتنبؤ بتطور ارتفاع ضغط الدم والحاجة إلى علاجه دوائيًا، بالإضافة إلى الوقاية منه.

أُجريت الدراسة على مدى عشرين عامًا (1982-2002). وشملت 9,637 رجلًا فنلنديًا و11,430 امرأة، تتراوح أعمارهم بين 25 و74 عامًا، ولم يُعانوا من ارتفاع ضغط الدم في بداية الدراسة. وعُرِّف نمط الحياة الصحي بأنه عدم التدخين، وعدم تناول أكثر من 50 غرامًا من الكحول أسبوعيًا، وممارسة النشاط البدني في أوقات فراغهم ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، وتناول الخضراوات يوميًا، والحفاظ على وزن طبيعي (مؤشر كتلة الجسم أقل من 25).

تم تسجيل البيانات المتعلقة بتطور ارتفاع ضغط الدم خلال الفترة المشمولة بالتقرير باستخدام المعلومات المقدمة من مؤسسة التأمين الاجتماعي في فنلندا، والتي قدمت تعويضات خاصة للأفراد الذين يتناولون أدوية خافضة لضغط الدم.

على مدى 16 عامًا، أصيب 709 رجال و890 امرأة في الدراسة بارتفاع ضغط الدم.

استُبعد التدخين من العوامل المؤثرة عند تلخيص النتائج. وأوضح البروفيسور جوسيلاتي: "على الرغم من أن التدخين يُعدّ أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنه لم يُعثر في دراستنا على أي صلة بينه وبين الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو ما يتوافق مع أبحاث أسلافنا".

أُخذت العوامل الأربعة المتبقية في الاعتبار عند تحليل البيانات المُحصّلة. قُسّم المشاركون في الدراسة إلى مجموعات خطر بناءً على عدد العوامل الضارة التي أثّرت عليهم (٠، ١، ٢، ٣، أو ٤)، مع تعديلها وفقًا للعمر، وسنة المشاركة في الدراسة، والتعليم، والتدخين.

وبعد حساب النتائج وتحليلها، تبين أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحي تمامًا أقل بنسبة 2/3 من الأشخاص الذين لا يلتزمون بأي من عوامل نمط الحياة الصحي التي اختارها الباحثون.

يؤكد البروفيسور جوسيلاتي أن "عاملًا واحدًا أو اثنين أو ثلاثة من عوامل نمط الحياة الصحي تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. على سبيل المثال، أدى اتباع عاملين من عوامل نمط الحياة الصحي إلى خفض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة تقارب 50% لدى الرجال، وبأكثر من 30% لدى النساء".

ويضيف قائد المشروع: "يظهر تحليلنا أن الحفاظ على نمط حياة صحي قد يكون له تأثير مفيد أكبر على الرجال مقارنة بالنساء".

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]، [ 8 ]