يمنع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) السرطان لدى الرجال والنساء

سرطان عنق الرحم هو النوع الأكثر شيوعا من السرطانات لدى النساء ويسببه فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

وهو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في العالم، حيث من المتوقع أن يصل عدد الحالات الجديدة إلى نحو 660 ألف حالة، ويصل عدد الوفيات إلى نحو 350 ألف حالة بحلول عام 2022.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية ، تُشخَّص حوالي 200,000 امرأة في البلاد سنويًا بحالات سرطان عنق الرحم. ويُشخَّص حوالي 11,100 امرأة بسرطان عنق الرحم الناتج عن فيروس الورم الحليمي البشري، ويموت حوالي 4,000 امرأة بسبب هذا المرض سنويًا. وعادةً ما تشفى عدوى فيروس الورم الحليمي البشري في غضون عام إلى عامين.

مع ذلك، يمكن لبعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري أن تُسبب السرطان لدى كل من الرجال والنساء، حيث تُسبب 36,000 حالة إصابة بالسرطان سنويًا. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُصاب كل شخص تقريبًا بإحدى سلالات فيروس الورم الحليمي البشري خلال حياته.

يوجد لقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يمكنه الوقاية من أكثر من 90% من أنواع السرطان المرتبطة بالفيروس. مع ذلك، في عام 2022، لم يتلقَّ سوى 38.6% من الشباب في الولايات المتحدة جرعة واحدة على الأقل من الجرعتين الموصى بهما من اللقاح. على الرغم من المخاطر المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري لكلا الجنسين، فإن الفتيات أكثر عرضة للتطعيم ضده من الفتيان.

توصلت دراسة جديدة إلى أن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري بنسبة 56% لدى الرجال و36% لدى النساء.

وتم عرض النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في الفترة من 31 مايو إلى 4 يونيو في شيكاغو، ولكن لم يتم نشرها بعد في مجلة محكمة.

وأوضح الدكتور دانييل جانجيان، وهو طبيب أطفال معتمد في المركز الطبي سانت جون في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة:

يُعدّ معدل الإصابة بالسرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري لدى الرجال كبيرًا. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي 4 من كل 10 حالات سرطان مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري تحدث لدى الرجال، ويُصاب أكثر من 15,000 رجل بسرطانات مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري سنويًا في الولايات المتحدة. يُمكن أن يُسبب فيروس الورم الحليمي البشري السرطان لدى كل من النساء والرجال، ويُعدّ سرطان الحلق المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري أكثر شيوعًا لدى الرجال ويتزايد بسرعة في الدول المتقدمة.

فعالية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في الوقاية من السرطان

لدى النساء، يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري بسرطان عنق الرحم والمهبل والفرج. أما لدى الرجال، فيرتبط بسرطان القضيب. وفي كلا الجنسين، يمكن أن يسبب سرطان الحلق، بالإضافة إلى سرطان الشرج.

يمكن أن يمنع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري أكثر من 90% من الحالات السرطانية التي تصيب المهبل وعنق الرحم والفرج، والتي تشمل الخلايا غير الطبيعية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان في المستقبل.

قام مؤلفو الدراسة الجديدة بمقارنة حوالي 1.7 مليون شخص تم تطعيمهم ضد فيروس الورم الحليمي البشري مع مجموعة مماثلة في الحجم والعمر والذين لم يتم تطعيمهم.

ووجد الباحثون أنه بين الرجال المطعمين، كان هناك 3.4 حالة من السرطان المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري لكل 100 ألف شخص، مقارنة بـ 7.5 حالة لكل 100 ألف شخص بين الرجال غير المطعمين.

وبالنسبة للنساء، كان الفارق كبيرا أيضا: بين النساء المطعمات، كان هناك 11.5 حالة من السرطان المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري لكل 100 ألف شخص، مقارنة بـ 15.8 حالة لكل 100 ألف شخص بين النساء غير المطعمات.

علقت راشيل جولدبرج، وهي طبيبة مقيمة في لوس أنجلوس ولم تشارك في الدراسة، على لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري قائلة:

وأضافت "منذ عقود من الزمن، تم إخبار النساء بأهمية اختبارات عنق الرحم للكشف عن العلامات المبكرة للمرض".

وأضافت جولدبرج: "معظم النساء يعرفن شخصًا واحدًا على الأقل خضع لإجراء بسيط لإزالة خلايا غير طبيعية يُعتقد أنها مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، وغالبًا ما تكون امرأة في العشرينات أو الثلاثينيات من عمرها".

وأشار جولدبرج أيضًا إلى زيادة في حالات الإصابة بالسرطان المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري بين الرجال، وخاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا.

لماذا من المهم زيادة التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري بين الأطفال؟

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يتلقى الأطفال جرعتين من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بدءًا من سن 11 أو 12 عامًا، على الرغم من أن التطعيم يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من سن 9 سنوات.

بالنسبة للأطفال الذين لا يتلقون لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الأول في سن 15 عامًا، هناك حاجة إلى ثلاث جرعات للحصول على الحماية المثلى.

من المهم ملاحظة أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يمنع حدوث إصابات جديدة به، ولكنه لا يعالج الإصابات أو الأمراض الموجودة. ويعطي اللقاح أفضل نتائجه عند إعطائه قبل أي تعرض لفيروس الورم الحليمي البشري، كما قال جانجيان.

وأشار جولدبرج إلى أن بعض الآباء قد يؤجلون تطعيم أطفالهم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، معتقدين أنهم غير نشطين جنسيا بعد.

"مع مرور الوقت، قد يشعر الآباء بأن الأوان قد فات، أو أن طفلهم أصبح خارج رعايتهم، أو قد يشعرون بأن الأمر لن يؤثر على طفلهم بسبب مستوى مسؤوليته، وعدم إدراكهم لمدى سهولة انتشار فيروس الورم الحليمي البشري"، كما أوضح جولدبرج.

وقال جانجيان "إن قيمة لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للرجال معروفة بين الأطباء، ولكن معدلات الوعي والتطعيم بين الرجال لا تزال منخفضة".

وأشار جولدبيرج أيضًا إلى مفاهيم خاطئة أخرى قد تساهم في وصمة العار المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري بين الشباب.

وأضاف جولدبرج "لا يزال يُنظر إلى التطعيم في المقام الأول على أنه إجراء وقائي للفتيات، حيث يعتقد بعض الآباء أن تطعيم أبنائهم ضروري فقط لحماية شركائهم المحتملين في المستقبل".

الاختلافات الديموغرافية والاجتماعية تؤثر على معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري

تظهر إحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الخصائص الديموغرافية قد تحدد ما إذا كان سيتم تطعيم الطفل ضد فيروس الورم الحليمي البشري.

على سبيل المثال، تزداد معدلات التطعيم مع التقدم في السن، وهي أكثر شيوعًا في العائلات ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأعلى. إضافةً إلى ذلك، يحظى الأطفال ذوو الإعاقة بفرصة أكبر لتلقي التطعيمات مقارنةً بالأطفال غير المعاقين.

الأطفال من أصل إسباني أقل احتمالا للحصول على التطعيم من الأطفال البيض، والأطفال الذين يعيشون خارج المناطق الحضرية أقل احتمالا للحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.

وقال جانجيان "تشير الأبحاث إلى وجود اختلافات عرقية وإثنية في المعرفة بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري والثقة في تلقي المعلومات حول السرطان من الأطباء".

قد يُسهم هذا في تقليل عدد الأولاد الذين يتلقون اللقاح. إضافةً إلى ذلك، قد تؤثر ممارسات التواصل مع الأطباء ومستوى الثقة في معلوماتهم حول السرطان على الوعي بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري، كما استنتج.