أول أجهزة لوحية رقمية تستعد لطرحها في الأسواق

يمكن للرقائق الدقيقة القابلة للبلع والمُدمجة في الأقراص والحبوب أن تُخبر طبيبك بالكثير عن صحتك. وتحديدًا، يُمكنها أن تُخبرك بمدى التزامك بنصائح طبيبك بشأن عدد مرات تناول أدويتك وكميتها.

حصلت أولى أجهزة الاستشعار من هذا النوع على موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية، وهي تستعد لدخول السوق. انتبهوا يا أصدقاء: عصر الطب الرقمي قادم.

يرى الأطباء بصدق أن هذه الأجهزة حلٌّ للمشكلة، إذْ، بحسبهم، يتناول ما لا يقل عن نصف المرضى أدويتهم بشكل مختلف تمامًا عن الموصوفة. على الأقل، سيتمكنون الآن من معرفة الوقت المناسب لتذكير المريض بالالتزام الصارم بالوصفة الطبية، أو فهم سبب عدم فعالية العلاج المقترح بسرعة. تُصنّع وتُنتج هذه الأجهزة الأصلية شركة بروتيوس ديجيتال هيلث، إحدى شركات وادي السيليكون. ويُذكر أن الشركة تُدرك أن هذه الأجهزة تُذكّرنا بظهور "1984" الحتمي، عندما كان "الأخ الأكبر" يُراقب حتى كيفية ابتلاع المريض للحبوب.

هذا المستشعر، بحجم حبة رمل تقريبًا، عبارة عن شريحة سيليكون صغيرة تحتوي على كميات ضئيلة من المغنيسيوم والنحاس. عند ابتلاعها، تُولّد الشريحة جهدًا كهربائيًا صغيرًا استجابةً لحمض المعدة، والذي ينقل بدوره إشارة إلى جلد المريض، حيث يُرسل ملصق مُثبّت خصيصًا (يشبه لصقة التدخين) المعلومات إلى هاتف محمول خاص بالطبيب (أو المستشفى، وليس المريض).

الأدوية المرشحة الرئيسية للتطبيق السريع هي الأدوية التي يتناولها المرضى المصابون بأمراض مزمنة وكبار السن. في الحالة الأولى، قد يؤدي عدم الانتباه إلى تطور حاد في المرض، وفي الحالة الثانية، قد لا يتذكر المريض ببساطة ما يتناوله وكيف. لذا، تؤكد الشركة المصنعة أن الهدف الرئيسي من الرقائق ليس معاقبة المريض المُهمل، بل مساعدة المرضى والأطباء (حيث سيتمكن الأخيرون من متابعة استجابة المريض للعلاج بدقة أكبر).