دراسة تظهر أن اضطراب النوم يزيد من خطر الانتحار والقتل

توصل تحليل أجراه باحثون في قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة أريزونا في توسون إلى أن مخاطر الوفاة بسبب الانتحار والقتل تبلغ ذروتها في الليل، حيث يعتبر السهر طوال الليل والتقدم في السن وتعاطي الكحول والصراعات في العلاقات من العوامل المساهمة الأكثر شيوعاً.

يقع ما يقرب من 19% من حالات الانتحار و36% من جرائم القتل ليلاً. لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين الانتحار وجرائم القتل، لكن أنماط الخطر الليلي المتناسقة للغاية تشير إلى سمة مشتركة: اليقظة الليلية.

وقال المؤلف الأول للدراسة الدكتور أندرو توبس، وهو باحث في برنامج النوم والصحة في كلية الطب بجامعة أريزونا في توسون، قسم الطب النفسي: "إن اضطراب النوم يمكن أن يضعف التفكير العقلاني بشكل حاد، مما قد يؤدي إلى سلوك متهور لدى الأفراد المعرضين للخطر".

"لقد توصل تحليلنا لبيانات أمريكية على مدى 15 عامًا إلى أن خطر الانتحار يبلغ خمسة أضعاف وخطر القتل يبلغ ثمانية أضعاف بين الساعة الثانية والثالثة صباحًا عند احتساب عدد الأشخاص المستيقظين والقادرين على الانتحار أو القتل."

نُشرت المقالة، "ذروة خطر الانتحار والقتل في الليل: نتائج من نظام الإبلاغ عن الوفيات العنيفة الوطني، 35 ولاية، 2003-2017"، في مجلة الطب النفسي السريري.

وقال الدكتور مايكل جراندر، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في الطب النفسي ومدير عيادة طب النوم السلوكي وعضو معهد BIO5: "إن حقيقة أن أنماط المخاطر الليلية هذه تنطبق على كل من الانتحار والقتل أمر مذهل".

"في مراجعتنا لأكثر من 78 ألف حالة انتحار و50 ألف حالة قتل، يمكننا أن نجد بعض الرؤى حول السبب الذي يجعل اليقظة الليلية - ما نسميه "العقل بعد منتصف الليل" - تحمل خطرًا واضحًا للسلوك غير المنظم."

تشير فرضية "العقل بعد منتصف الليل" التي طرحها المؤلفون إلى أن اليقظة الليلية تضعف وظائف اتخاذ القرار المعقدة في الدماغ وتقلل من التفكير العقلاني في وقت يكون فيه المزاج السلبي في ذروته، والمزاج الإيجابي في أدنى مستوياته، وتشوه عملية معالجة المخاطرة/المكافأة.

أيدت النتائج هذه الفرضية. كان خطر الإصابة ليلاً أعلى بين المراهقين والشباب، والأشخاص الذين كانوا تحت تأثير الكحول، ومن كانوا يعانون من صراع مستمر مع شريك حياتهم، ولكن ليس بين متعاطي القنب أو المصابين بالاكتئاب.

وواجه الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عامًا زيادة قدرها ثلاثة أضعاف في خطر الانتحار في الليل، في حين لوحظ خطر الانتحار غير المتوقع بين كبار السن في الساعة 6 صباحًا. ولم يختلف خطر القتل حسب العمر، على الرغم من أن الشباب يشكلون أكثر من نصف جميع ضحايا القتل.

قال توبس: "قليلة هي الدراسات التي تناولت اتجاهات الزمن في جرائم العنف. قد توضح الأبحاث المستقبلية ما يحدث بالضبط في الدماغ الذي يُهيئ الناس لمثل هذه المخاطر، وما إذا كانت الاستراتيجيات القائمة على الأدلة لتحسين النوم وتقليل الاستيقاظ ليلاً قادرة على المساعدة في تقليل المخاطر ومنع هذه النتائج المأساوية".