توصل الباحثون إلى لقاح محتمل للسل لجميع الفئات العمرية

في حدث عالمي كبير في مجال الصحة العامة، تم ابتكار لقاح مرشح ضد مرض السل باستخدام الهندسة الوراثية.

يظل مرض السل السبب الرئيسي للوفاة من الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم، حيث تتمتع جنوب أفريقيا بأحد أعلى معدلات الإصابة بهذا المرض.

على الرغم من أن لقاح BCG، المستخدم للوقاية من السل، متوفر على نطاق واسع للأطفال، إلا أنه لم يثبت أن أي لقاح يوفر حماية طويلة الأمد. كما أن BCG هو اللقاح الفعال الوحيد المتاح.

لقد التزمت جنوب أفريقيا بتحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على وباء السل بحلول عام 2030. ورغم أننا أحرزنا تقدمًا ملحوظًا كدولة - فقد انخفض عدد وفيات السل منذ عام 2015 - إلا أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق أهدافنا، كما يقول البروفيسور باوش كانا.

وقد قدم كانا، رئيس كلية علم الأمراض والمدير السابق لمركز التميز في مرض السل الحيوي في جامعة ويتس، مساهمة كبيرة في الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة eLife.

عدّل الباحثون لقاح BCG لزيادة فعاليته في السيطرة على نمو بكتيريا السل. أظهرت الفئران التي أُعطيت لقاح BCG المعدّل نموًا أقل لبكتيريا السل في رئتيها مقارنةً بالفئران التي تلقت اللقاح الأصلي.

يقول كانا: "يمكننا الآن اقتراح لقاح جديد مُرشَّح لمكافحة هذا المرض الفتاك. ويُظهر هذا العمل أيضًا أن الهندسة الوراثية وسيلة فعّالة لتطوير اللقاحات. وهذا مهمٌّ بشكل خاص للباحثين الذين يعملون على تطوير اللقاحات".

حول لقاح السل

يُعطى لقاح BCG للأطفال في سن مبكرة، وهو فعال في الوقاية من مرض السل. مع ذلك، لا يحمي هذا اللقاح المراهقين أو البالغين، ولم يُثبت فعاليته في القضاء على السل.

وقد أدى هذا إلى خلق الحاجة إلى تطوير مرشحين جدد للقاحات السل لتحل محل أو تعزيز عمل لقاح BCG.

ويقول كانا: "نرى أيضًا أن لقاح BCG يمكن أن يتجنب الجهاز المناعي، مما يقلل من فعاليته كلقاح"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن المبالغة في أهمية اللقاحات.

عندما يمرض الأشخاص، يتعرف الجهاز المناعي في الجسم على سمات معينة تسمى PAMPs (الأنماط الجزيئية المرتبطة بالمسببات المرضية) على سطح البكتيريا أو الفيروسات أو الكائنات الحية الدقيقة الضارة الأخرى.

يساعد هذا الجسم على التمييز بين الخلايا الغريبة وخلاياه الخاصة، ومن ثم البدء في مكافحة العدوى.

تعمل اللقاحات عن طريق محاكاة الجراثيم لتحفيز خط الدفاع الأول دون التسبب في المرض.

أعرب كانا عن أسفه لنقص التمويل اللازم لتطوير أدوات للقضاء على السل، وهو مرضٌ موجود منذ أكثر من 9000 عام. "حتى وقت قريب، كانت أساليبنا التشخيصية قديمة. ومع ظهور لقاحات جديدة، أصبح بإمكاننا أخيرًا مكافحة هذا المرض المدمر بكفاءة."