الولادة القيصرية تثير زيادة وزن الطفل في المستقبل

في الآونة الأخيرة، أصبحت عمليات الولادة القيصرية تُجرى بشكل متزايد في قسم التوليد، حيث يتم إجراؤها بشكل متزايد بناءً على طلب المرأة، وليس لأسباب طبية.

يُبدي العلماء قلقهم إزاء هذا التوجه، ويعتقدون أن الولادة القيصرية تتطلب أسبابًا قاهرة، ولا ينبغي إجراؤها بناءً على رغبة المرأة فقط، فقد يؤثر ذلك على صحة الطفل في المستقبل. وقد أثبت المتخصصون في دراساتهم السابقة أن الأطفال المولودين طبيعيًا يتمتعون بمناعة أقوى، إذ يتلقون بكتيريا مهمة ضرورية لنمو دفاعات الجسم أثناء مرورهم عبر قناة الولادة الطبيعية، وخاصةً العصيات اللبنية المهبلية، التي تحمي المولود من الميكروبات، مثل المكورات العنقودية.

في عالمنا الحديث، ووفقًا لبعض البيانات، تُجرى 60% من عمليات الولادة المُستحثة في الصين، و50% في البرازيل، ويولد طفل واحد من كل ثلاثة أطفال في إنجلترا نتيجةً للولادة المُستحثة. وكما أظهرت دراسات سابقة، فإن الأطفال المولودين بعملية قيصرية أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الربو والسكري في المستقبل.

أظهرت دراسة جديدة حللت بيانات من نحو 40 ألف امرأة حامل في 10 دول مختلفة أن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية أكثر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنة بمن يولدون طبيعيا.

في بعض الحالات، تكون الولادة القيصرية هي الحل الوحيد لإنقاذ حياة الأم والطفل. ومع ذلك، ووفقًا للخبراء، ينبغي على كل امرأة أن تكون على دراية بالمخاطر التي تُشكلها هذه العملية.

بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة مباشرةً بالتدخل الجراحي، سلّطت مجموعة من الخبراء في الكلية الملكية بلندن الضوء على زيادة خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال المولودين بهذه الطريقة في مرحلة البلوغ. ووفقًا للعلماء، فإن الأطفال المولودين "بطريقة اصطناعية" أكثر عرضة بنسبة 26% لزيادة الوزن مقارنةً بالأطفال المولودين طبيعيًا. ووفقًا للخبراء، يتعلق الأمر بآليات معينة تصاحب عملية الولادة. أولًا، تختلف البكتيريا المعوية لدى الأطفال المولودين بطرق مختلفة، مما قد يؤدي إلى عواقب سلبية. عندما يولد الطفل طبيعيًا، تحدث عملية ضغط، يتم خلالها تنشيط الجينات المسؤولة عن عملية الأيض.

وكما لاحظ المؤلفون، ليس هناك يقين من أن العملية القيصرية هي التي تسبب زيادة الوزن عند الأطفال ، ومن الممكن أن تكون عوامل أخرى تم تجاهلها قد لعبت دورا في ذلك.

علاوة على ذلك، يلاحظ الأخصائيون غالبًا مشاكل في السمع لدى الأطفال المولودين بعملية قيصرية في الأيام الثلاثة الأولى من حياتهم. ويعود ذلك إلى تراكم السوائل في أذن المولود، مما يُسبب صممًا مؤقتًا لديه.

لذلك، يجب على النساء اللواتي يستعدن لعملية قيصرية أن يكن مستعدات لحقيقة أن طفلهن حديث الولادة من المرجح أن يفشل في اختبار السمع الأول في حياته، ولكن بعد 3-4 اختبارات، في الغالبية العظمى من الحالات، يظهر الاختبار المتكرر نتائج إيجابية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]