طريقة سريعة ورخيصة لتحويل مياه البحر إلى مياه عذبة

تعاني مناطق عديدة حول العالم اليوم من نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، وفي هذا الصدد، يسعى علماء من مختلف البلدان إلى تطوير طريقة فعالة وسريعة لتنقية المياه. ويعمل معظم الباحثين على تطوير عملية لتحويل مياه البحر إلى مياه عذبة، لا تقتصر تكلفتها على تبرير تكاليفها فحسب، بل تلائم المناطق الريفية النائية أيضًا.

نجح باحثون في إحدى الجامعات المصرية بالإسكندرية في تطوير تقنية جديدة واعدة تجعل الماء المالح صالحًا للشرب في دقائق معدودة.

تعتمد الطريقة الجديدة للمطورين المصريين على أغشية خاصة لاحتجاز الأملاح، فضلاً عن عملية التبخر والتكثيف، مما يسمح بتنقية مياه البحر القذرة وجعلها مناسبة ليس فقط للري، ولكن أيضًا للاستخدام في الحياة اليومية (الشرب والطبخ وما إلى ذلك).

تحتوي الأغشية الخاصة على مسحوق أسيتات السليلوز، وهو منخفض التكلفة نسبيًا في مصر. يعمل هذا المسحوق، إلى جانب مكونات أخرى، على ربط الأملاح الأيونية أثناء مرور الماء عبر الأغشية. مبدئيًا، تعتمد هذه التقنية على مرشح يجمع الأملاح ويطلق مياهًا نقية ونظيفة (جميع المرشحات الأخرى الموجودة حاليًا تحجز الكائنات الدقيقة والجسيمات الصلبة).

هذه عملية التنقية هي الأولى، في المرحلة الثانية من هذه العملية المكونة من مرحلتين يبدأ تسخين الماء الناتج حتى يتبخر تمامًا، ويتكثف البخار الناتج، مما يسمح بالتخلص من أصغر الشوائب التي لم تتمكن الأغشية من الاحتفاظ بها، هذه هي المرحلة النهائية، وبعدها يتم جمع مياه الشرب النظيفة.

نشر الباحثون المصريون نتائج عملهم في مجلة علمية. وأشاروا إلى أن التقنية التي ابتكروها تتيح تنقية المياه التي تحتوي على أنواع مختلفة من الملوثات. في جوهرها، تُعد هذه الطريقة معقدة للغاية وتتطلب جهدًا وتكاليف باهظة، لكن التقنية الجديدة ستتيح لآلاف الأشخاص الحصول على مياه نظيفة بسهولة وسرعة، صالحة ليس فقط للري، بل أيضًا للاستهلاك، باستخدام مياه البحر كموردٍ غني.

يتطلب إنشاء مثل هذا الفلتر مواد رخيصة تُنتج في مصر، مما يجعل تقنية تنقية المياه مناسبة للتكاليف ومتاحة للتوزيع على نطاق واسع. ومن مزايا هذا الفلتر أيضًا عدم الحاجة إلى استهلاك الكهرباء أثناء عملية التنقية، ما يجعله منخفض التكلفة ويمكن استخدامه حتى في المناطق النائية التي تعاني من انقطاع الكهرباء.

تجدر الإشارة إلى أن خُمس سكان كوكبنا يعانون اليوم من نقص المياه العذبة، وتتفاقم هذه المشكلة بشكل خاص في الهند وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. ووفقًا لتوقعات العلماء، سيواجه أكثر من نصف سكان العالم (حوالي 5 مليارات نسمة) خلال 30 عامًا مشكلة نقص المياه العذبة، ولن يحصل أكثر من مليار نسمة على مياه نظيفة على الإطلاق.

[ 1 ]