تم إطلاق قاعدة البيانات الطبية الأكثر شمولاً في المملكة المتحدة

أطلقت المملكة المتحدة "البنك الحيوي"، وهو أكبر قاعدة بيانات وأكثرها تفصيلاً، والتي تتضمن بيانات طبية وجينية، بالإضافة إلى معلومات عن نمط الحياة، عن 500 ألف من سكان الجزر الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً.

كل هذا متاح للمتخصصين الذين يحتاجون إلى عينة كبيرة للبحث عن أسباب الأمراض وطرق علاجها. الهدف الرئيسي من المشروع هو فهم مدى مسؤولية العوامل الوراثية والبيئية وغيرها عن حدوث المرض وتطوره.

تحتوي قاعدة البيانات على بيانات فقط حول الأشخاص الذين وافقوا على الكشف عنها.

أُطلق المشروع عام ٢٠٠٦. ولن يتمكن من الوصول إلى المعلومات إلا الباحثون الذين يثبتون عملهم بما يخدم مصلحة الطب، وأن نتائجهم ستُنشر في مجلات علمية محكمة. وستتولى لجنة خاصة معالجة الطلبات. ومن المرجح أن تكون المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة من أوائل العملاء، إذ سعت إلى إنشاء مشروع مماثل، لكنها اعتبرته مكلفًا للغاية (ملياري دولار!). أما في المملكة المتحدة، فقد تمكنت من تحقيق ذلك بمبلغ أقل.

لدى الصين قاعدة بيانات مشابهة تُسمى "بنك كادوري الحيوي". تضمّ هذه القاعدة أيضًا 500 ألف متطوع، لكن روري كولينز، مؤسس النسخة البريطانية، يدّعي أن لديه معلومات أكثر تفصيلًا. مع ذلك، يُكمّل كلا الأرشيفين بعضهما البعض في بعض الجوانب، ويمكن استخدامهما معًا في بعض الدراسات.

وقد أسفر المشروع الصيني بالفعل عن بعض النتائج المهمة، بما في ذلك أن الرجال الأكثر نحافة يواجهون خطرا أكبر للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وأن مرض السكري والضغط النفسي من بين عوامل الخطر الرئيسية للنوبات القلبية.

يتم تنظيم قاعدة البيانات في المملكة المتحدة إلى أكثر من 1000 فئة: ما إذا كان الشخص يستخدم الهاتف المحمول، ومدى تكرار رؤيته للأصدقاء والعائلة، ومدى قوة ضغط قبضتيه، وكثافة عظامه، وضغط دمه، وكمية الدهون لديه، ومدى جودة عمل رئتيه، ومدى نجاحه في الاختبارات المعرفية القياسية...

وهذا ليس الحد الأقصى. يخطط المنظمون لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لواحد على الأقل من كل خمسة متطوعين. وسيتم إيلاء اهتمام كبير لأجهزة قياس التسارع: سيرتديها المشاركون في المشروع لمدة أسبوع لقياس نشاطهم البدني بدقة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية، والأشعة السينية للعظام والمفاصل، وغيرها.

كل سنتين إلى ثلاث سنوات، سيخضع حوالي 20 ألف متطوع لفحوصات متابعة شاملة. إضافةً إلى ذلك، سيتم إدخال جميع البيانات الجديدة في السجلات الطبية لجميع المتطوعين، والتي يُجريها المعالجون المحليون وموظفو المستشفيات وأخصائيو علم الأمراض، تلقائيًا في قاعدة البيانات.

يعاني بعض المشاركين بالفعل من أمراض خطيرة: 26 ألفًا مصابون بداء السكري، و50 ألفًا يعانون من مشاكل في المفاصل، و11 ألفًا أصيبوا بنوبة قلبية واحدة على الأقل. ومن المتوقع أن يبلغ عدد المتطوعين المصابين بداء السكري 40 ألفًا خلال عشر سنوات، وأن يرتفع عدد مرضى القلب إلى 28 ألفًا.