تمكن المتخصصون من معرفة سبب ظهور الشعر الرمادي

أجرى خبراء من جامعة أمريكية سلسلة دراسات تهدف إلى دراسة خصائص تصبغ شعر الإنسان. وكما هو معروف، يفقد شعر الإنسان تصبغه مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى ظهور الشيب. يظهر الشيب في أعمار مختلفة، ولا يرتبط دائمًا بعدد سنوات العمر فقط.

يعود ظهور الشعر الرمادي إلى توقف الجسم عن إنتاج الميلانين الطبيعي، المسؤول عن لون الشعر. يبدأ الشعر بفقدان لونه من المنطقة الأقرب إلى الجذور.

عادةً ما يتحول لون الشعر إلى الرمادي مع التقدم في السن أو تحت تأثير عوامل داخلية. بعد تعطل إنتاج الميلانين، تظهر فقاعات هوائية إضافية في بنية الشعر، ويميل لون الشعر إلى الفضي أو الرمادي المصفر.

أجرى باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية (نيويورك) سلسلة من التجارب التي أثبتت أن ظهور الشعر الرمادي لا يرتبط فقط بالعمر، بل أيضًا بالحالة النفسية للإنسان. وتوصلت مجموعة من العلماء إلى أن هرمونات التوتر قد تُدمر الخلايا الجذعية المسؤولة عن لون الشعر.

يعلم الطب أن التغيرات المرتبطة بالعمر في لون الشعر وظهور الشيب أمر طبيعي. مع التقدم في السن (عادةً بين 40 و45 عامًا)، يبدأ عدد الشعر الرمادي بالازدياد عامًا بعد عام. يتوقف إنتاج صبغة الميلانين، المسؤولة عن لون الشعر، ويتناقص عدد الخلايا الجذعية المسؤولة عن إنتاج الميلانين عامًا بعد عام. يؤكد الأطباء أن هذه العمليات في الجسم طبيعية ولا داعي للقلق.

من ناحية أخرى، قد نلاحظ جميعًا حالات ظهور الشيب المبكر: فهناك عدد كبير من الأشخاص الذين يظهر الشيب تمامًا في سن 30-35. كما تُعرف حالات ظهور الشيب لدى الشباب وحتى الأطفال.

وجد العلماء أن الشيب المبكر قد يكون ناجمًا عن هرمونات التوتر التي يُنتجها جسم الإنسان بعد صدمة داخلية عميقة. في ظل ظروف التوتر، تحدث تغيرات متسارعة في الجسم، ترتبط عادةً بالتقدم في السن: تدمير الخلايا الجذعية وتوقف إنتاج الميلانين.

وقال رئيس الدراسة إن هرمونات التوتر تساعد على تدمير الخلايا الجذعية التي تنتج الميلانين، وهذا هو السبب في أن العديد من الناس يتحولون إلى اللون الرمادي في وقت أبكر بكثير من أقرانهم.

يزعم الأطباء أن الشيب المبكر قد يكون علامة على مشاكل نفسية. ويرى هؤلاء أن التعرض لضغوط نفسية حادة، والتي تُسبب ظهور الشيب، قد تُحفز ظهور أمراض نفسية خطيرة قد لا تُلاحظ فورًا.

كما أن توقف إنتاج الميلانين في سن مبكرة لا يمكن أن يمر دون أن يترك أثرًا على الجسم بأكمله. صبغة الميلانين ليست مسؤولة فقط عن لون الشعر، بل أيضًا عن لون البشرة، لذا فإن نقص الميلانين في جسم الإنسان يجعل بشرته أكثر عرضة للخطر. لا يُنصح الأشخاص الذين ظهر لديهم الشيب المبكر بقضاء وقت طويل في الشمس والاستحمام الشمسي دون استخدام منتجات خاصة.