تم تطوير طريقة لإعادة التأهيل السريع بعد الجراحة

لقد أصبح أحد أهم مكونات العلاج الحديث ما يسمى بإعادة التأهيل السريع، أي استعادة الإيقاع الطبيعي للحياة بعد الجراحة في أسرع وقت ممكن.

قد لا يبقى المريض الذي خضع لعملية جراحية كبرى في المستشفى طويلًا. فبعد عقود من الزمن، كانت العملية الجراحية تتطلب إقامة طويلة في المستشفى: عدة أسابيع قبل العملية ونفس المدة بعدها، ليتعافى الجسم، أصبح كل شيء الآن أسهل بكثير.

أصبح إعادة التأهيل السريع رائجًا. تجدر الإشارة إلى أن العديد من الخبراء لا يعتبرون هذه الطريقة مثالية لاستعادة الجسم بعد الجراحة، ولكن لهذا النظام أيضًا مؤيدون، وهم كثر.

من المؤكد أن النهج الجديد لعلاج ورعاية المرضى قد أحدث ثورة حقيقية في الممارسة الطبية. وقد قلب البروفيسور الدنماركي هنريك كيهليت، الذي طور النظام عام ١٩٩٧، أفكار الأطباء رأسًا على عقب. ويرى أن الطرق التقليدية التي تُجبر المرضى على الصيام قبل الجراحة وبعدها لا تُمكّن الشخص من الحصول على الطاقة والقوة اللازمتين للتعافي.

تتضمن إعادة التأهيل السريع التغذية المكثفة للمريض بالأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية مباشرة قبل الجراحة وبعدها مباشرة، بمجرد أن يتمكن المريض من التعافي قليلاً.

وبالعودة إلى معارضي إعادة التأهيل السريع، تشير الإحصائيات إلى أن مستوى المضاعفات بعد الجراحة انخفض بشكل كبير بسبب استخدام هذا النظام، كما انخفضت مدة إقامة المريض في المستشفى بنسبة 50%.

اعتمد مطورو هذه الطريقة على أن قلة نشاط المريض لفترات طويلة، وبقائه ليلًا ونهارًا على سرير المستشفى، تؤدي إلى فقدان كتلة العضلات وزيادة الوزن. ووفقًا لنظريتهم، كلما سارع الشخص في الوقوف على قدميه، زادت قدرة جسمه على مقاومة جميع أنواع الفيروسات والالتهابات والمضاعفات.

وتستخدم بعض المستشفيات البريطانية هذه الطريقة للتعافي السريع منذ حوالي ثلاث سنوات.

يقول البروفيسور مايك ريتشاردز، كبير أطباء الأورام في المملكة المتحدة: "بالطبع، لا ينبغي اعتبار هذه الطريقة وسيلةً للتخلص السريع من المرضى". ويضيف: "المرضى الذين خضعوا لإعادة تأهيل مُسرّعة يتمتعون بصحة جيدة مثل أولئك الذين قضوا فترة العلاج كاملةً في المستشفى ثم غادروا المستشفى لاحقًا. لكن عمليات التعافي في أجسام هؤلاء المرضى تحدث بسرعة مضاعفة، ولا يرتفع معدل إعادة الدخول إلى المستشفى. علاوة على ذلك، فإن المرضى أنفسهم سعداء بالنتائج. فكيف يُفضّل شخصٌ الإقامة في جناح المستشفى على التعافي السريع؟"