تم اكتشاف أن الخفافيش حاملة لفيروسات الهربس الجديدة

في دراسة حديثة نشرت في مجلة Scientific Reports ، وجد فريق من الباحثين من مدينة ووهان الصينية أن أنواعًا مختلفة من الخفافيش الحشرية في وسط الصين هي مضيفات طبيعية أو خزانات لفيروسات الهربس β وγ، حيث تظهر الفيروسات في عائلة Herpesviridae قيودًا على نطاق المضيف والتحليل التطوري الذي يشير إلى انتقالات متبادلة سابقة بين الأنواع.

لطالما شكّلت الأمراض الحيوانية المنشأ تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان والاقتصاد، نظرًا لعدم جاهزية الجهاز المناعي البشري والتكنولوجيا الطبية العالمية في كثير من الأحيان لمكافحة هذه الفيروسات التي انتقلت من أنواع حيوانية أخرى. ويُعدّ جائحة فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) مثالًا بارزًا على كيفية تأثير الأمراض الحيوانية المنشأ على حياة البشر والاقتصاد العالمي.

غالبًا ما تؤدي عوامل مثل العيش في مجموعات كبيرة وانتشارها على نطاق واسع إلى أن تصبح الخفافيش مستودعات لمختلف مسببات الأمراض. وقد أدت أوجه التشابه الجيني بين الخفافيش والثدييات الأخرى، مثل البشر والماشية، إلى تفشي فيروسات حيوانية المنشأ مختلفة، مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (SARS-CoV)، وفيروسات إيبولا، وفيروسات ليسا، وفيروسات هينيبا.

تحتوي فيروسات عائلة فيروسات الهربس على حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين (DNA) خطي مزدوج السلسلة، يتراوح حجم جينومها بين 124 و295 كيلو قاعدة. وُجدت هذه الفيروسات في العديد من الحيوانات، بما في ذلك الرخويات والأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات. تنقسم فيروسات الهربس الثديية إلى ثلاث فصائل فرعية: فيروسات الهربس ألفا وبيتا وجاما، ومن المعروف أن العديد من أنواع فيروسات الهربس البشرية، مثل الفيروس المضخم للخلايا، وفيروس إبشتاين بار، والفيروس المرتبط بورم كابوزي، وفيروسات الهربس البشرية 6أ، و6ب، و7، تسبب عدوى شديدة.

في هذه الدراسة، جمع الباحثون أنواعًا مختلفة من الخفافيش الحشرية من كهوف في مناطق مختلفة حول مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، واستخدموا تقنيات جزيئية لتحديد وجود فيروسات الهربس فيها. دُرست الخصائص الوبائية لفيروسات الهربس المكتشفة باستخدام أساليب علم النشوء والتطور.

تم تحديد الخفافيش في البداية بناءً على شكلها، ثم تم تضخيم جين السيتوكروم ب باستخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، وتسلسله من الحمض النووي المستخرج من هذه الخفافيش لتأكيد تحديد النوع. كما استُخدم الحمض النووي الجينومي المأخوذ من أنسجة الكبد والأمعاء لإجراء تضخيم تفاعل البوليميراز المتسلسل المتداخل الذي يستهدف جين بوليميراز الحمض النووي dpol في فيروسات الهربس. بالإضافة إلى ذلك، استُخدم جين الجليكوبروتين ب لمزيد من توصيف فيروسات الهربس.

استُخدمت أداة البحث عن المحاذاة المحلية الأساسية (BLAST)، التي يوفرها المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، للحصول على تسلسلات فيروسات الهربس المنشورة الأكثر تشابهًا مع تلك التي سُلِّطت في هذه الدراسة. ثم استُخدمت التسلسلات المنشورة وتلك التي تم الحصول عليها في الدراسة لبناء أشجار النشوء والتطور لفهم العلاقات بين فيروسات الهربس المكتشفة حديثًا والمُحددة سابقًا. كما استُخدمت تسلسلات السيتوكروم ب المُولَّدة لأنواع الخفافيش لبناء شجرة النشوء والتطور لمضيف لتحديد أنماط الارتباط بين فيروسات الهربس ومضيفاتها.

وجدت الدراسة أربع سلالات من جنس فيروس بيتا هربس و18 سلالة من فيروس جاما هربس في 22 من أصل 140 خفاشًا جُمعت. في نوع الخفاش Rhinolophus pusillus، أو خفاش حدوة الحصان الصغير، بلغ معدل انتشار فيروس الهربس 26.3%، بينما بلغ في نوع الخفاش الصغير Myotis davidii 8.4%. كانت سلالة فيروس جاما هربس الأكثر اكتشافًا هي RP701، والتي أظهرت أيضًا أعلى تشابه مع فيروس جاما هربس المجترات. وأظهرت إحدى سلالات فيروس جاما هربس الأخرى، MD704، أعلى تشابه مع فيروس جاما هربس القنفذ.

يمتد نطاق انتشار M. davidii من المناطق الوسطى إلى الشمالية في الصين، بينما يوجد R. pusillus في منطقة إندومالايان. كما حددت دراسات أخرى سلالة فيروس الهربس RP701 في الخفافيش الموجودة في جنوب الصين، مما يشير إلى أن RP701 منتشر على نطاق واسع ويشترك في سلف مشترك مع فيروس الهربس الموجود في المجترات.

بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد أربعة أنواع من فيروسات الهربس بيتا في خفافيش M. davidii، وأظهرت تشابهًا بنسبة 79% إلى 83% مع فيروسات الهربس بيتا المعروفة. تنتمي هذه الفيروسات أيضًا إلى نفس الفرع الذي تنتمي إليه فيروسات الهربس بيتا التي تم تحديدها في خفافيش أخرى من عائلة Vespertilionidae، التي ينتمي إليها M. davidii. تشير هذه النتائج إلى أن فيروسات الهربس بيتا الجديدة قد يكون لها عوائل أخرى غير M. davidii، وأن الاتصال الوثيق بين أفراد أنواع مختلفة من Vespertilionidae في المستعمرات قد يُسهّل انتقال فيروسات الهربس بيتا هذه بين الأنواع.

باختصار، حددت الدراسة أربع سلالات جديدة من فيروس بيتا الهربسي و18 سلالة جديدة من فيروس جاما الهربسي في 22 خفاشًا جُمعت من مناطق حول ووهان. وتتشابه سلالتان شائعتان مع فيروسات الهربس الموجودة في المجترات والقنافذ، مما يشير إلى إمكانية انتقالها إلى ثدييات أخرى واحتمال تفشي أمراض حيوانية المنشأ.

وتسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى المراقبة المستمرة لمجموعات كبيرة من الخفافيش ومراقبة الخزانات الفيروسية في هذه العوائل لضمان الاستعداد لانتشار الأمراض الحيوانية المنشأ المحتملة.