تحتوي أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد على 67 في المائة من الخلايا العصبية أكثر من غيرهم

تحتوي القشرة الجبهية للدماغ ، المسؤولة عن الوظائف العصبية العليا، على عدد أكبر من الخلايا العصبية بنسبة 67% لدى المصابين بالتوحد مقارنةً بالشخص الطبيعي. هذا العدد الزائد من الخلايا العصبية يمنع الدماغ من العمل بشكل طبيعي وأداء وظيفته.

في عام ٢٠٠٣، اكتشف علماء أمريكيون (من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو) ظاهرةً غريبةً في نمو الأطفال المصابين بالتوحد، إذ تنمو رؤوسهم بسرعةٍ كبيرة خلال السنة الأولى بعد الولادة. في السابق، اعتقد العلماء أن هذا النمو يرتبط بنموٍّ غير طبيعي للدماغ، ولكن ما يحدث بالضبط لأدمغة هؤلاء الأطفال لم يتمكن الباحثون من تحديده إلا الآن.

قام العلماء بتحليل قشرة الفص الجبهي لدى سبعة أطفال مصابين بالتوحد، تتراوح أعمارهم بين عامين و16 عامًا. تألفت المجموعة الضابطة من عينات أنسجة عصبية مماثلة من أقران أصحاء. تشغل قشرة الفص الجبهي حوالي ثلث المادة الرمادية، وهي مسؤولة عن أداء جميع الوظائف العصبية العليا تقريبًا: الكلام، والوظائف الإدراكية ، والسلوك الاجتماعي. يتميز التوحد باضطراب في كل من هذه الوظائف.

وجد مؤلفو الدراسة أن القشرة الجبهية الأمامية لدماغ الأطفال المصابين بالتوحد تحتوي على خلايا عصبية أكثر بنسبة 67% من دماغ الأطفال الأصحاء. لذلك، يكون دماغ الأطفال المصابين بالتوحد أثقل من دماغ الأطفال الأصحاء، ويتجلى ذلك في تضخم الجمجمة بعد الولادة. تتشكل خلايا عصبية جديدة في القشرة أثناء التطور قبل الولادة، بين الأسبوع العاشر والعشرين من الحمل. ووفقًا للباحثين، يمتلك الأطفال المصابون بالتوحد آلية تمنع تدمير الخلايا العصبية الزائدة، والتي تبدأ قبل ولادة الطفل وتستمر لبعض الوقت بعد الولادة. أما لدى الأطفال الأصحاء، فتغيب هذه الآلية، مما يؤدي إلى القضاء على ما يقرب من نصف الخلايا العصبية.

تؤدي الزيادة في الخلايا العصبية، وبالتالي الزيادة في الدوائر العصبية، إلى اختلال "مساحة المعلومات"، مما يؤدي إلى عدم الأداء الكافي للوظائف العصبية العليا.

وتظهر هذه الدراسة أن نسبة كبيرة من حالات التوحد مرتبطة بتشوهات في النمو الجنيني للطفل.