العديد من اللغات الأوروبية معرضة لخطر الانقراض الرقمي

قدم فريق مكون من 200 خبير من منظمة META-NET، التي تجمع 60 مركزًا بحثيًا من 34 دولة، تقريرًا بمناسبة اليوم الأوروبي للغات (26 سبتمبر).

قام الباحثون بفحص وتقييم قدرة اللغات الأوروبية على البقاء في عصر التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات.

تقع نتائج عمل العلماء في 30 مجلدًا. وشملت العوامل الرئيسية التي اعتمد عليها التقييم: التعرف على الكلام، والتدقيق النحوي، ووجود أنظمة الترجمة الآلية، وتوافر موارد الإنترنت باللغة المعنية.

خلال البحث، توصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن 21 لهجة أوروبية رئيسية من أصل 30 لا تحظى بدعم تقني كافٍ. وعلى وجه الخصوص، كانت أدنى المؤشرات في المناطق المدروسة لللاتفية والمالطية والليتوانية والأيسلندية. أما اليونانية والبلغارية والبولندية والمجرية والكتالونية والباسكية، فتقع في "منطقة الخطر" من حيث الدعم التقني.

أصبحت اللغة الإنجليزية، بلا منازع، اللغة الرائدة في التصنيف. ومع ذلك، ورغم تصدرها المراكز الأولى، قيّم مؤلفو الدراسة الدعم التكنولوجي للغة الإنجليزية بأنه "جيد"، وليس "ممتاز".

تتمتع اللغات الإيطالية والفرنسية والألمانية والإسبانية بدعم تكنولوجي "معتدل".

استند الخبراء في عملهم إلى أن اللغات في عالم التقنيات الرقمية لا يمكن أن تستمر دون دعم مناسب يضمن المعالجة الآلية للأشكال اللغوية المكتوبة والمنطوقة. ويشمل ذلك القواعد النحوية والإملائية وأنظمة الحوار وبرامج المساعدة التفاعلية ومحركات البحث على الإنترنت وأنظمة الترجمة الآلية.

يقول الخبراء: "إن الدعم التكنولوجي للغات يُسهّل حياتنا، وله إمكانات هائلة لتوفير روابط تواصل. ومن المهم أن تتوفر أدوات الدعم التكنولوجي لمجموعة واسعة من اللغات واللهجات".

إن التركيز على التكنولوجيا أمر منطقي لأن جميع الأنظمة الرقمية تعتمد على الأساليب الإحصائية، ومن أجل إنشائها، تحتاج إلى معالجة كمية هائلة من المعلومات الشفهية والمكتوبة بلغة معينة.

إذا لم يكن هناك مثل هذا الدعم، فإن اللغة لن تحظى بطلب كبير في العالم الرقمي الحديث وربما تختفي تمامًا.