سيستخدم العلماء فيروسًا "هجينًا" لعلاج السرطان

لتدريب الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية، يمكن استخدام فيروس "هجين".

يجب على الجهاز المناعي أن يتفاعل ليس فقط مع البكتيريا والفيروسات؛ فالخلايا السرطانية عنصر دخيل على أجسامنا، تمامًا مثل مسببات الأمراض الخارجية. ولكن في كثير من الأحيان، ينجح الورم الخبيث في خداع الجهاز المناعي. لطالما حاول العلماء إيجاد طريقة "للتلاعب" بمناعة مرضى السرطان حتى ينشط جهازهم المناعي ويهاجم الخلايا الضارة بالكامل.

حاول علماء من جامعة ستراسبورغ (فرنسا) ابتكار لقاح فيروسي للسرطان. وكأي لقاح آخر، يجب أن يُدرّب هذا اللقاح الجهاز المناعي؛ إلا أنه في هذه الحالة، كان لا بد من عرض السمات المميزة للخلايا السرطانية على الجهاز المناعي، لا على عدوى شبه ميتة (كما هو الحال في اللقاحات التقليدية).

أثناء التحول الخبيث، يُغيّر مظهر الخلية تمامًا: تظهر بروتينات خاصة على سطحها، وهي سمة مميزة للخلايا السرطانية دون غيرها. أي أن هذه البروتينات قد تُصبح هدفًا جيدًا للجهاز المناعي.

في تجاربهم، استخدم الباحثون أحد أنواع سرطان الرئة، ولإظهار البروتين السطحي للخلية السرطانية للجهاز المناعي، تم اختيار أحد فيروسات الجدري. من بينها، على سبيل المثال، فيروس الجدري، ولكن في هذه الحالة، كان الفيروس غير ضار بالبشر - خاصة بعد سلسلة من التعديلات الجينية. تم تزويده ببروتين خلايا سرطان الرئة وحقنه في مرضى السرطان. بالمعنى الدقيق للكلمة، كان الفيروس في هذه الحالة مجرد ناقل ينقل بروتين السرطان إلى الخلايا المناعية، مما يجعله أكثر وضوحًا للجهاز المناعي.

شارك في الدراسة 148 شخصًا؛ خضع نصفهم للعلاج الكيميائي التقليدي، بينما خضع الباقون للعلاج نفسه، ولكن مع فيروس معدّل. وكما كتب الباحثون في مجلة لانسيت لعلم الأورام، كان للقاح تأثير إيجابي. فقد استقر مسار المرض لدى من تلقوا العلاج الكيميائي مع اللقاح الفيروسي بعد ستة أشهر من بدء التطعيم. وتباطأ تطور السرطان بنسبة 43% مقارنةً بنسبة 35% لدى من تلقوا العلاج بالأدوية التقليدية.

في النهاية، لم يكن هناك ما يدعو للاحتفال: فقد ساهم اللقاح في استقرار المرض، لكنه لم يُحدث تغييرًا ملحوظًا في معدل نجاة مرضى سرطان الرئة. مع ذلك، يعتقد الباحثون أنهم على الطريق الصحيح، وأن هذه الطريقة في تحفيز الجهاز المناعي ضد السرطان ستُؤتي ثمارها. يبدو أن تأثير اللقاح قد توقف في منتصف الطريق، والآن علينا معرفة سبب حدوث ذلك...