عصير الطماطم بديل لمشروبات الطاقة

عرف العلماء فوائد الطماطم وعصيرها منذ زمن طويل، فهي غنية بالعناصر الغذائية والمواد المفيدة للجسم، وقد أثبتت دراسات حديثة أجراها أطباء يونانيون الفوائد الجليلة التي يقدمها عصير الطماطم للرياضيين. ويؤمن اليونانيون بأن عصير الطماطم الطازج قادر على استعادة القوة بعد التدريب بفعالية وسرعة أكبر بكثير من مشروبات الطاقة الشائعة هذه الأيام. ويكفي كوب من عصير الطماطم (200 غرام) لاستعادة العضلات بالكامل بعد عدة ساعات من التمرين في صالة الألعاب الرياضية.

في إطار دراسة الخصائص المفيدة لعصير الطماطم، راقب الخبراء 15 رياضيًا. لمدة شهرين ونصف، خضع الرياضيون لإشراف أطباء، راقبوا التغيرات في المؤشرات الطبية قبل التدريب وبعده وأثناءه. خلال التجربة، تناول 6 مشاركين كوبًا من مشروب طاقة غازي بعد التمرين، بينما تناول التسعة الباقون كوبًا من عصير الطماطم الطازج. بعد تحليل البيانات المأخوذة قبل التدريب وبعده، وجد العلماء أن الرياضيين الذين تناولوا عصير الطماطم تعافوا بشكل أسرع بكثير. عاد مستوى الإنزيمات الضارة التي تتكون في الجسم بسبب تلف الأنسجة العضلية إلى طبيعته في غضون دقائق. كما عاد مستوى الجلوكوز في الدم إلى طبيعته بعد تناول كوب من عصير الطماطم.

يعتقد الخبراء أن التأثير العلاجي المذهل لعصير الطماطم يعود إلى الكمية الكبيرة من الليكوبين الموجودة في الطماطم الطازجة. الليكوبين هو صبغة زاهية تُعطي الطماطم الناضجة لونها الأحمر، وهو مُتَزامِر بيتا كاروتين. الوظيفة الرئيسية لهذه المادة عند دخولها جسم الإنسان هي مضادات الأكسدة. يُقلل الاستهلاك المنتظم للمنتجات التي تحتوي على الليكوبين من الإجهاد التأكسدي ويحمي الحمض النووي، مما قد يمنع تكوّن الأورام.

تؤكد أحدث الأبحاث الطبية فوائد الليكوبين الجلية لجسم الإنسان. فعلى سبيل المثال، ثبت الآن أن المنتجات التي تحتوي على الليكوبين يمكن أن يكون لها تأثير وقائي ضد أمراض الأورام. وقد ثبت أن خطر الإصابة بأورام سرطانية في المعدة أو البروستاتا أو الأمعاء يعتمد بشكل مباشر على كمية الليكوبين في جسم الإنسان. ويمكن أن يقلل تناول عصير الطماطم أو الطماطم الطازجة يوميًا من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 15%.

تُستخدم الخصائص المُنعشة لعصير الطماطم أيضًا في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. يعتقد الأطباء أن الطماطم ومشتقاتها (عصير الطماطم، ومعجون الطماطم، وحتى مربى الطماطم) يمكن أن تقي من أمراض القلب لدى كبار السن. يتناسب خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى طرديًا مع كمية الليكوبين التي يدخل الجسم يوميًا مع الطعام.

يعتبر العديد من خبراء التغذية أن الطماطم وعصيرها ضروريان للرياضيين وللمهتمين بالتغذية السليمة. ويُعد النظام الغذائي المتوسطي، الذي يُعد من أكثر الأنظمة الغذائية توازناً، من أكثرها استهلاكاً للطماطم الطازجة يومياً.