علماء سيدرسون فطر "تشيرنوبل"

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن حاجتها لدراسة العفن الأسود الموجود في المنطقة المغلقة في تشيرنوبيل.

خلال إحدى عمليات التفتيش الدورية لوحدة الطاقة الرابعة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، اكتشف الروبوت مادة داكنة غريبة مجهولة المصدر داخل التابوت. أُرسلت العينة للفحص، الذي أظهر لاحقًا أنها نوع من العفن ذي محتوى عالٍ من الميلانين. أشار العلماء إلى أن الفطر قد "اعتّم" عمدًا لحماية نفسه من الإشعاع. قبل ذلك، كان موظفو معهد الأحياء الدقيقة والفيروسات التابع للأكاديمية الوطنية الأوكرانية للعلوم في كييف يدرسون مستعمرات فطرية تحتوي على الميلانين في عينات التربة بالقرب من التابوت لمدة خمسة عشر عامًا تقريبًا. وكما اتضح، فإن الفطريات لا تقاوم الآثار الضارة للأشعة المشعة فحسب، بل تُسرّع أيضًا نموها وتطورها تحت تأثير التأين.

أبدى متخصصو ناسا اهتمامهم بدراسة فطر "تشيرنوبيل"، القادر على امتصاص الإشعاعات المشعة. علاوة على ذلك، ستجري وكالة الفضاء الأمريكية سلسلة من التجارب على الفطر على متن محطة الفضاء الدولية مستقبلًا.

اكتُشف فطرٌ غريبٌ على شكل عفن أسود على سطح جدران وحدة طاقة مهجورة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية. وكان خبراء أوكرانيون قد وصفوا هذا الاكتشاف سابقًا، وقد حدث بعد خمس سنوات من الحادث المأساوي، أي عام ١٩٩١. وبعد ذلك بوقت قصير، اكتشف العلماء القدرات المميزة للنباتات الفطرية: قدرتها على امتصاص الإشعاعات المشعة.

تمكن فريق بحثي لاحق من خبراء عالميين من إثبات أن أنواعًا من الفطريات التي تحتوي على الميلانين، مثل Cryptococcus neoformans وCladosporium sphaerospermum وWangiella dermatitidis، تزيد من الكتلة الحيوية وتُراكِم الأسيتات، خاصةً في ظروف ذات مستويات إشعاعية أعلى بخمسمائة مرة من المعدل الطبيعي. ويشير خبراء الأحياء إلى أن هذا يعني أن الفطريات تُحوّل تدفق أشعة غاما إلى تدفق كيميائي بنفس الطريقة التي تستخدم بها النباتات عملية التمثيل الضوئي لإنتاج الأكسجين من ثاني أكسيد الكربون.

يعتقد ممثلو وكالة الفضاء الأمريكية أنه يمكن استخدام هذه العملية لإنتاج منتجات حيوية فعالة تحمي من الإشعاع الشمسي، أو استخدامها في محطات طاقة نووية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن استخدام الفطر كمُجمِّع للطاقة، والذي يمكن أن يُصبح بمثابة نظير بيولوجي للبطاريات الشمسية.

لم يُعرف بعدُ موعد تجميع القالب وإرساله إلى محطة الفضاء الدولية. مع ذلك، تُشير المعلومات إلى أن هذه البعثة مُخطط لها منذ عام ٢٠١٦.

المعلومات المقدمة على الموقع