ستتاح الفرصة للآباء والأمهات لتصحيح مظهر الأطفال في المستقبل

تقنية كريسبر، محرر الحمض النووي الشهير، قادرة على الوقاية من العديد من الأمراض حتى قبل ولادة الإنسان. ولكن هل من الممكن استخدام هذه التقنية لأغراض أخرى، ليس للقضاء على الأمراض، مثل تعديل البيانات الخارجية؟ من المرجح أن يتمكن العلماء من تقديم هذه "الخدمة" في المستقبل القريب.

وفقًا لمعلومات نشرتها مجلة الإندبندنت، أجرى عدد من المتخصصين البريطانيين دراسةً متعمقةً لتقنية تعديل الحمض النووي. وهم الآن واثقون من قدرتهم على تغيير البيانات الخارجية لأطفالهم المستقبليين.

يعتقد العلماء أن تفرد تقنية CRISPR سيساعدهم في التأثير على لون الشعر والعينين، وحتى تغيير طول الشخص المستقبلي.

بالمناسبة، قبل بضع سنوات فقط، كان البريطانيون يعتبرون تصحيح الجينوم داخل الرحم إجراءً غير مقبول ولا يتوافق مع الأطر الأخلاقية. لكن في السنوات الأخيرة، تغير الوضع نحو الأفضل: إذ تُعتبر هذه التقنيات مقبولة تمامًا.

تشرح كارين جونغ، عالمة الأخلاقيات البيولوجية وممثلة مجلس نوفيلد: "أعتقد أن أي تغييرات يُجريها البشر على بنية الحمض النووي لها الحق في الوجود فقط في حالتين. أولاً، يجب ألا تؤدي هذه التغييرات إلى زيادة التمييز. ثانياً، يجب ألا تُسبب الطبقية داخل المجتمع".

مع ذلك، لا ينبغي توقع أن يصبح إجراء تصحيح مظهر الأطفال واقعًا ملموسًا في وقت قريب. ففي الأوساط العلمية، ليس الأمر بهذه البساطة: لا يزال أمام العلماء الكثير من الأبحاث والاختبارات. وحتى مع الأخذ في الاعتبار أن تقنية تعديل الحمض النووي تُستخدم منذ سنوات عديدة للتأثير داخل الرحم على تطور العديد من الأمراض الخطيرة (مثل التوحد ، وعيوب الأعضاء المختلفة، والاستعداد للسرطان)، فإن هذه الطريقة لا تُستخدم بعد كإجراء سريري دائم.

لنتذكر أن هذه التقنية تتضمن جزيء كريسبر للحمض النووي الريبوزي (RNA)، الذي يُدخل فيه جزء التعرف الضروري في الجينوم، بالإضافة إلى منطقة تتفاعل مع مادة بروتين الإنزيم كاس 9، التي "تقطع" الحمض النووي في بنية كائن حي آخر. وهكذا، يُرسل الحمض النووي الريبوزي مادة إنزيمية إلى المكان المطلوب، مما يُكسر جزيء الحمض النووي. بعد ذلك، تُثبت آلية طبيعية تُسمى وصلة النهاية غير المتجانسة عملية القطع. في الوقت نفسه، قد تُفقد بقايا النيوكليوتيدات أو تُضاف. وفقًا لهذا النظام، تتغير المعلومات الوراثية في منطقة القطع، وتحدث طفرة في الجزء المُحدد مسبقًا من الحمض النووي. اليوم، تستخدم العديد من المجموعات العلمية هذه التقنية عمليًا، ويُعتبر تطورها السريع أمرًا مُشجعًا للغاية.

تم وصف بحث العلماء بالتفصيل على الصفحات https://www.independent.co.uk/

[ 1 ]