تناول الملح في مرحلة الطفولة يؤدي إلى أمراض خطيرة في المستقبل

قام علماء من بريطانيا بدراسة تركيب المنتجات التي تدخل في النظام الغذائي اليومي للأطفال وتوصلوا إلى أن الأطفال المعاصرين، ابتداء من سن عام واحد، يستهلكون الكثير من الملح.

يحتوي الخبز ومنتجات الحبوب الأخرى التي يتناولها الأطفال يوميًا على كميات زائدة من الملح، مما يُنذر، وفقًا للخبراء، بمشاكل صحية خطيرة في المستقبل. نشر الخبراء بحثهم في مجلة علمية.

كما هو معروف، فإن الملح يرفع ضغط الدم، والأطفال الصغار ليسوا استثناءً، لذلك يجب على الآباء التحكم في محتوى الملح في النظام الغذائي لأطفالهم.

في مشروعهم البحثي، قام المتخصصون بتحليل بول أكثر من ثلاثمائة طفل، سجل آباؤهم بعناية نظامهم الغذائي، وكمية الطعام التي تم تناولها، وكمية الطعام المتبقية. ونتيجة لذلك، تمكن العلماء من معرفة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-6 سنوات تناولوا حوالي 4 غرامات من الملح يوميًا، و8-9 سنوات - حوالي 5 غرامات من الملح، و13-17 عامًا - ما يقرب من 8 غرامات من الملح. في الوقت نفسه، حدد العلماء أن الأولاد تناولوا حوالي غرام أكثر من الملح من الفتيات، وفي سن 13-17 عامًا، 2.5 غرام أكثر. تلقى الأطفال 11٪ من الملح من منتجات الألبان، و19٪ من اللحوم، و36٪ من الحبوب. من الصعب جدًا على الآباء حماية أطفالهم من تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من الملح. لا يمكن القيام بذلك إلا إذا قمت بطهي الطعام بنفسك، باستخدام منتجات طبيعية وطازجة. المنتجات شبه المصنعة والبيتزا والصلصات المختلفة والكاتشب والنقانق والمقرمشات والمكسرات خطيرة بشكل خاص. لذلك، قبل تناول أي منتج، ينصح بالتحقق من كمية الملح الموجودة على العبوة.

يوصي الخبراء البريطانيون البالغين بعدم تناول أكثر من 6 غرامات من الملح يوميًا، بينما تُحدد جمعية القلب الأمريكية الكمية اليومية للملح للبالغين والأطفال بـ 3.7 غرام (أقل بقليل من ملعقة صغيرة). ووفقًا لبعض الإحصائيات، يستهلك الأطفال من عمر سنة إلى 18 عامًا (ما يقارب 93% من الأطفال) كمية متزايدة من الملح. في هذه المرحلة، يعتزم الخبراء وضع برنامج لتقليل الملح في النظام الغذائي اليومي للأطفال. ويوجد بالفعل برنامج مماثل للبالغين، وقد أدى هذا البرنامج إلى خفض استهلاك الملح بنسبة 15% في غضون ست سنوات. ومع ذلك، يعتزم العلماء مواصلة مكافحة ارتفاع نسبة الملح في الأطعمة، وخاصةً في الخبز.

يزيد الإفراط في تناول الملح من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية ، حتى لدى الأطفال بعمر سنة واحدة. كما وجد العلماء، في سياق بعض الدراسات، أن الإفراط في تناول الملح يزيد من خطر الوفاة. إضافةً إلى ذلك، ثَبُتَ سابقًا أن ارتفاع نسبة الملح في النظام الغذائي له تأثير سلبي على المناعة، وتحديدًا على الخلايا التائية المناعية، التي ينتجها الجسم لمحاربة الفيروسات والالتهابات.

يرتبط استهلاك الملح بكميات كبيرة أيضًا بتطور أمراض مثل التصلب المتعدد وأمراض المناعة الذاتية الأخرى (الربو والأكزيما والثعلبة).