شبكية العين يمكن أن تساعد في تتبع تطور التصلب المتعدد

توصل علماء بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور إلى أن فحص العين الروتيني يمكن أن يوفر تقييمًا صحيًا سريعًا وسهلاً للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد.

في الوقت الحالي، لا يوجد دواء يمكنه إيقاف المرض؛ أقصى ما يمكن فعله هو إبطاء تقدم المرض.

هناك طريقة جديدة لتشخيص التصلب اللويحي تُسمى التصوير المقطعي البصري، وتُستخدم في طب العيون. يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب، ولا تستغرق سوى بضع دقائق.

وتسمح هذه التقنية بتتبع سير المرض لدى مرضى التصلب المتعدد من خلال سمك الشبكية، كما أن درجة ترققها ستخبر الأطباء بدقة عن سرعة تقدم المرض.

العلامة الثانوية لمرض المناعة الذاتية هي تلف الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي ، أما العلامة الأساسية فهي تدمير الميالين. لذلك، للكشف المبكر عن التصلب اللويحي، من الضروري فحص الأنسجة التي فقدت غلاف الميالين، مثل الغشاء الداخلي للعين - شبكية العين.

أجرى العلماء تجربةً بقيادة الدكتور بيتر كالابريسي، الحاصل على دكتوراه في العلوم الطبية والمؤلف الرئيسي للدراسة، شملت 164 شخصًا يعانون من التصلب اللويحي، بالإضافة إلى 59 شخصًا سليمًا تمامًا، شُملوا في المجموعة الضابطة. خضع المشاركون لفحص العين باستخدام التصوير المقطعي البصري التوافقي لمدة 21 شهرًا، كل ستة أشهر. وفي بداية التجربة، ثم كل عام، خضعوا أيضًا لتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

وجد الباحثون أن مرضى التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر (وهو شكل تختفي فيه الأعراض لفترة) يعانون من ترقق شبكية العين أسرع بنسبة 42% من غيرهم. أما المصابون بالتهاب نشط، يُعرف باسم آفات الغادولينيوم، فقد أصيبوا بترقق شبكية العين أسرع بنسبة 54%. أما المصابون بآفات T2، فقد أصيبوا بترقق شبكية العين أسرع بنسبة 36%.

وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ الخبراء أن شبكية العين لدى المرضى الذين تفاقمت إعاقتهم طوال فترة الدراسة أصبحت أنحف بنسبة 37% مقارنة بمن لم تظهر عليهم أي علامات تدهور.

انخفض سمك الشبكية بنسبة 43% أسرع في المرضى الذين كانوا مرضى لمدة أقل من خمس سنوات مقارنة بمن كانوا مرضى لفترة أطول من الزمن.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن ترقق الشبكية قد يتطور بمعدل أسرع لدى الأشخاص الذين يعانون من مدة أقصر من المرض وشكل أكثر نشاطا.

التصلب اللويحي مرضٌ مُتفاقم يُصيب الجهاز العصبي ، ورغم اسمه الواضح، إلا أنه لا يُشبه شرود الذهن أو التصلب الشيخوخي. يُعزى اسم المرض إلى غرابة موقع بؤر التصلب في جميع أنحاء الجهاز العصبي، حيث تُحل محل النسيج العصبي النسيج الضام.