رائحة العرق الأنثوية في المواقف العصيبة تنفر من حولها

أجرى علماء نمساويون بحثًا غير مألوف، حيث درسوا رائحة العرق التي تنبعث من النساء في مواقف مختلفة. وكانت النتيجة مثيرة للاهتمام للغاية، إذ اتضح أن العرق الناتج عن إجهاد شديد يكون أكثر اشمئزازًا للآخرين من العرق الناتج عن الحر أو بعد مجهود بدني. للعرق الناتج عن الإجهاد تأثير أكبر على رأي الآخرين في المرأة كشخص جدير بالثقة وكفؤ وواثق من نفسه.

يميل الشخص إلى التعرق في ثلاث حالات: أثناء المجهود البدني، وفي درجات الحرارة المرتفعة، وأثناء الضغوط النفسية الشديدة (عند ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الجسم). الغدد العرقية الخارجية، التي تنتشر على كامل سطح الجسم تقريبًا، هي المسؤولة عن إفراز العرق في جسم الإنسان. يتكون عرق الإنسان بشكل أساسي من الماء وكمية قليلة من الأملاح. أثناء التوتر، تتعاون الغدد العرقية المفرزة مع الغدد الخارجية، التي تفرز إفرازًا لزجًا. تقع معظم الغدد المفرزة في الإبطين، وأسفل البطن، وعلى الأعضاء التناسلية. عندما يصل إفراز الغدد المفرزة إلى الجلد، فإنه يجذب البكتيريا، ونتيجة لذلك تصبح رائحة العرق كريهة وحادة. في بعض الحالات، يبدأ التوتر فجأة، ويزداد عمل الغدد العرقية. لا شك أنه من غير المريح أن تبدأ المرأة، على سبيل المثال، خلال اجتماع مهم أو موعد طال انتظاره، برائحة عرق نفاذة وغير مستحبة.

قرر العلماء تحديد تأثير رائحة العرق المصحوبة بإفرازات الغدد المفرزة على صورة المرأة. شملت الدراسة 44 امرأة، بمتوسط أعمار 32 عامًا. جمع العلماء ثلاث عينات عرق: بعد مجهود بدني، وبعد حرارة شديدة، وتحت ضغط نفسي. ولإثارة حالة من التوتر لدى النساء، كُلِّفن بإلقاء خطاب أمام جمهور كبير، ولم يُمنحن سوى 10 دقائق للتحضير، مما أدى إلى تصبب جميع المشاركات عرقًا.

أُعطيت عينات العرق المُحصّلة بهذه الطريقة إلى 120 شخصًا من الجنسين، وكان عليهم تحديد صفات المرأة العملية ومدى جاذبيتها لهم بناءً على رائحة العرق. خلال التجربة، شاهد المشاركون مقاطع فيديو لامرأة تعمل في مكتب، أو تقوم بأعمال منزلية، أو مع أطفال.

كان الرأي متفقًا عليه: رائحة عرق "التوتر" شكّلت انطباعًا بأن النساء غير واثقات من أنفسهن، مما أثر سلبًا على رأي الرجال والنساء بهن. أما رائحة العرق الناتجة عن المجهود البدني أو الحر، فقد شكّلت انطباعًا أقل سلبية عن النساء في الفيديو.

بعد إجراء الدراسة، خلص الخبراء إلى أن إشارات التواصل الكيميائي التي تنقلها الغدد المفرزة مهمة وتؤثر على سلوك الإنسان. من الواضح تمامًا أن رائحة العرق الناتجة عن المواقف العصيبة، سواءً لدى الإنسان أو الحيوان، لا تُعزز العلاقات الاجتماعية. تنتقل هذه المعلومات وتُستقبل على مستوى اللاوعي، لذا من المهم جدًا في الحياة اليومية دراسة كيفية تأثير رائحة العرق على العلاقات الاجتماعية.