تتنبأ الاستجابة للضغوط النفسية بالصحة في المستقبل

على عكس الاعتقاد السائد، فإن التوتر لا يسبب مشاكل صحية - ولكن ردود فعل الناس تجاه مسببات التوتر هي التي تحدد ما إذا كان الشخص سيعاني من مشاكل صحية، وفقًا للباحثين في جامعة ولاية بنسلفانيا.

قال ديفيد ألميدا، أستاذ التنمية البشرية ودراسات الأسرة: "وجدنا أن كيفية استجابة الناس لأمور حياتهم اليوم تُنبئ بمشاكلهم الصحية المزمنة المستقبلية بعد عشر سنوات، ويعتمد ذلك على حالتهم الصحية الحالية ومدى توترهم". وأضاف: "على سبيل المثال، إذا كان لديك الكثير من العمل اليوم، ويُشعرك هذا العمل بالغضب والتوتر الشديدين، فمن المرجح أن تُصاب بمشاكل صحية بعد عشر سنوات، مقارنةً بشخص يمر بنفس الموقف ولكنه يستجيب له بهدوء".

أجرى الدكتور ألميدا وزملاؤه دراسة بحثت في العلاقة بين الأحداث المرهقة في الحياة اليومية، واستجابات الناس لتلك الأحداث، وصحتهم ورفاهتهم بعد 10 سنوات.

على وجه التحديد، أجرى الباحثون مقابلات مع ألفي شخص كل مساء لمدة ثمانية أيام متتالية، وطلبوا منهم وصف كل ما حدث لهم بالتفصيل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وسألوا المشاركين عن حالتهم الصحية، والأحداث التي جرت خلال اليوم، واللحظات التي أثارت حماسهم وجعلتهم يمرون بلحظات قلق. كما جمع الخبراء عينات لعاب من جميع المشاركين - أربع عينات من كل مشارك في أربعة أيام مختلفة. وبتحليل اللعاب، تمكن العلماء من تحديد مستوى الكورتيزول، هرمون التوتر.

بعد دراسة طويلة الأمد بدأت في عام 1995 واستمرت في عام 2005، تمكن العلماء من استخلاص استنتاجات حول كيفية تأثير الأحداث التي وقعت قبل عشر سنوات على الصحة والرفاهية الآن.

وجد العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر بشكل يومي ويعتادون على التفكير في المواقف غير السارة يعانون من أمراض مزمنة، وخاصة تلك المرتبطة بالألم، مثل التهاب المفاصل أو مشاكل القلب والأوعية الدموية ، أكثر بكثير من أولئك الذين لا يأخذون المواقف غير السارة على محمل شخصي.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]