يعتقد العلماء أن القرحة مرض معدي

في الآونة الأخيرة، ازداد عدد أطباء الجهاز الهضمي الذين يدرسون أمراضًا مثل القرحة والتهاب المعدة. ويؤكد أخصائيون من بريطانيا العظمى أن القرحة مرض مُعدٍ، وبالتالي يمكن أن تنتقل عبر الرذاذ المحمول جوًا والتقبيل. وتتباين آراء الأطباء الأوكرانيين حول هذه المسألة: فبعضهم يؤكد أن القرحة لا تنتقل إلا عبر أدوات المائدة، بينما يتفق آخرون مع زملائهم الإنجليز ويؤكدون أن البكتيريا المسببة لقرحة المعدة يمكن أن تنتقل عبر اللعاب.

كان العلماء يعتقدون سابقًا أن القرحة إما مرض وراثي أو مرض يصيب المصابين بأمراض الجهاز العصبي، والمدخنين، ومتعاطي الكحول على معدة فارغة. وتُظهر الدراسات الحديثة أن قرحة المعدة، مثل التهاب المعدة الذي يسبقها، هي أمراض معدية يمكن لأي شخص أن يُصاب بها.

أُجريت أولى الدراسات على البكتيريا المعوية لدى مرضى القرحة قبل أكثر من عشرين عامًا، عندما اكتشف أطباء من أستراليا كائنًا دقيقًا لم يكن معروفًا من قبل في الغشاء المخاطي لمعدة أحد المرضى. في ذلك الوقت، سخر العديد من العلماء حتى بعد نجاحهم في زراعة هذا الكائن الدقيق المكتشف، المسمى "الملوية البوابية"، صناعيًا.

لوحظت أيضًا تفاقمات موسمية لدى مرضى القرحة أو التهاب المعدة. وقد وجد الأطباء، من خلال دراسة الإحصاءات، أن أكبر عدد من الشكاوى يحدث في فصلي الخريف والربيع. في السابق، كان يُعتقد على نطاق واسع أن القرحة أمراض وراثية. بناءً على نتائج الدراسات الحديثة، خلص العلماء إلى أن انتشار هذا المرض داخل الأسرة لا يرتبط بالروابط العائلية والخصائص الجينية، بل بحقيقة أن بكتيريا الملوية البوابية يمكن أن تنتقل عبر أدوات المائدة المشتركة ومناشف الحمام والقبلات. ينصح الأطباء بإيلاء اهتمام خاص للفحوصات الدورية للأشخاص الذين لديهم في عائلاتهم أشخاص يعانون من قرحة المعدة. كما أن هناك خطر الإصابة بالعدوى أثناء الفحص إذا كانت المعدات غير معقمة جيدًا.

معظم الأشخاص الذين يُجبرون على التواصل الوثيق مع المرضى معرضون لخطر الإصابة بالقرحة. يمكن للبكتيريا المسببة للمرض أن تبقى في الجسم لفترة طويلة دون أن تظهر. يمكن اكتشاف أعراض المرض مع انخفاض كبير في المناعة، أو اضطرابات عصبية، أو الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، أو التدخين على معدة فارغة.

يمكن أن تُسبب أدوية مثل الأسبرين والباراسيتامول أيضًا قرحة المعدة أو التهابها. كما أن تناول الأطعمة الحارة جدًا، وغير المعتادة للاستخدام اليومي، والانهيار العصبي، وقلة النوم، قد يُسبب المرض أيضًا.

لتشخيص دقيق، يُجري الأطباء فحص تنفس للكشف عن وجود البكتيريا المسببة للقرحة في الجسم. إذا كانت النتيجة إيجابية، يُوصف للمريض أدوية تُقلل حموضة المعدة. العلاج سريع ويضمن استعادة البكتيريا الطبيعية في المعدة بنسبة 95%.