يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى الشيخوخة المبكرة

تتعرض النساء اللاتي يضطررن إلى النوم أقل من 7 ساعات يومياً بعد ولادة الطفل لخطر الشيخوخة المبكرة.

درس علماء من جامعة لوس أنجلوس تغيرات الحمض النووي لدى النساء أثناء الحمل وخلال السنة الأولى من حياة الطفل. شملت الدراسة أكثر من ثلاثين مشاركة تتراوح أعمارهن بين 23 و45 عامًا. اهتم المتخصصون بأجزاء الكروموسوم الطرفية، والتي تُسمى التيلوميرات. يُعد طولها مؤشرًا لتحديد العمر البيولوجي للشخص: ففي الخلايا "الأكبر سنًا"، تكون التيلوميرات قصيرة نسبيًا.

الغرض الرئيسي من التيلوميرات هو ضمان عملية انقسام الخلايا دون الإضرار بالجينوم. عندما تُقصَّر هذه الأجزاء إلى أدنى طول ممكن، تفقد الخلية قدرتها على الانقسام وتموت. يوجد أيضًا إنزيم خاص - التيلوميراز - قادر على إطالة التيلوميرات. مع ذلك، يعمل هذا الإنزيم فقط في الخلايا الجذعية وبعض البنى الخبيثة. إذا اكتُشف تقصير ملحوظ في التيلوميرات في بعض الخلايا، فهذا يعني أن الموارد الخلوية تُستنزف بنشاط مفرط.

ومن المهم أيضًا معرفة أن الهياكل ذات التيلوميرات المختصرة قد لا تموت: إذ يرتبط استمرار وجودها بتطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك الأمراض السرطانية.

بالإضافة إلى التيلوميرات، درس العلماء أيضًا "مستشعرات" أخرى للعمر البيولوجي، لا سيما التغيرات الجينية لدى النساء. يمكن أن تحدث التغيرات الجينية نتيجةً لأحداث متنوعة، بما في ذلك المواقف العصيبة، والقيود الغذائية، وغيرها. في المستقبل، تؤثر هذه التغيرات على نشاط الجينات والحالة العامة للخلايا. وقد تبين أنه مع مرور السنين، تظهر علامات محددة على الحمض النووي تمنع الجينات من العمل بكامل طاقتها. ويمكن أيضًا استخدام هذه العلامات لتقييم العمر البيولوجي.

لاحظ العلماء أن العديد من الأمهات الشابات لديهن مؤشران للعمر البيولوجي، الأول والثاني، يتقدمان بسرعة، والسبب هو قلة النوم. يحتاج الأطفال الصغار إلى الكثير من الاهتمام، ونادرًا ما تحصل المرأة على قسط كافٍ من النوم. ووفقًا لملاحظات المتخصصين، كان العمر البيولوجي للأمهات اللاتي ينمن أقل من 7 ساعات يوميًا لمدة 10-12 شهرًا متتالية أعلى بمقدار 3-7 سنوات من عمر الأمهات من نفس الفئة العمرية اللاتي يحصلن على قسط كافٍ من النوم.

يؤثر نقص النوم سلبًا على الساعة البيولوجية، ومعها العمليات الأيضية، والمناعة، ووظائف الدماغ. في المستقبل، يعتزم العلماء دراسة تغيرات أخرى في أجسام الأمهات الشابات. نتحدث هنا عن الاضطرابات الفسيولوجية المحتملة، واضطرابات الأيض، وضعف المناعة. ونظرًا لأن الجسم يتعرض لضغط شديد نتيجة قلة النوم، ينبغي دراسة عواقبه المحتملة على المدى الطويل.

تم وصف المعلومات في منشور صحة النوم