قد يساعد النظام الغذائي الكيتوني على تحسين الذاكرة وصحة الدماغ في سن متقدمة

تمكن الباحثون من تحديد آلية محتملة لتفسير التحسنات التي لوحظت في الفئران الذكور المتقدمة في السن التي تتبع نظامًا غذائيًا كيتونيًا - أو نظام الكيتو الغذائي باختصار.

واقترح الباحثون أن التبديل بين النظام الغذائي الطبيعي والنظام الغذائي الكيتوني في الفئران الذكور أدى إلى تحسن الإشارات بين المشابك العصبية في الدماغ.

وفي وقت سابق، نشر جون نيومان، دكتور في الطب، وهو أحد المؤلفين المشاركين في البحث، دراسة أظهرت أن اتباع نظام غذائي كيتوني دوري لدى الفئران الذكور يقلل من خطر الوفاة في منتصف العمر ويمنع تدهور الذاكرة المرتبط بالشيخوخة الطبيعية.

قال كريستيان جونزاليس بيلوت، أستاذ في جامعة تشيلي، ومدير مركز أبحاث الشيخوخة الدماغية والتمثيل الغذائي (GERO)، وأستاذ مساعد في معهد باك لأبحاث الشيخوخة، والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة حول نظام الكيتو الغذائي والشيخوخة: "بعد قراءة ورقتين بحثيتين بارزتين نُشرتا في عام 2017 أظهرتا تأثيرات مفيدة لنظام الكيتو الغذائي على الصحة العامة للفئران المسنة، بما في ذلك وظائف المخ، قررنا دراسة تأثير النظام الغذائي الكيتوني".

وأضاف: "في الدراستين السابقتين، أظهر المؤلفون تحسنًا في المهام السلوكية المحددة التي تستخدم بشكل روتيني في التجارب على الحيوانات لتقييم الذاكرة والتعلم".

وأضاف جونزاليس بيهوت، الذي تعاون مع نيومان في الدراسة الأخيرة: "لقد أقنعنا هذا التحسن بالبحث بشكل أعمق في الآليات الجزيئية التي تفسر هذه الاستجابة الإيجابية، ولكنه دفعنا أيضًا إلى تضمين العديد من التقييمات الأخرى على مستويات مختلفة، بدءًا من مستوى الكائن الحي بأكمله إلى الوظائف الجزيئية، لفهم سبب كون النظام الغذائي مفيدًا للحيوانات الأكبر سنًا".

ونشرت النتائج الأخيرة التي توصل إليها الفريق في مجلة Cell Reports Medicine.

حمية الكيتو مرتبطة بانخفاض نسبة السكر في الدم وتحسين الذاكرة

لاستكشاف النتائج السابقة بشكل أكبر، أبقى الباحثون 19 فأرًا ذكرًا تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 23 شهرًا - وهو ما يُعتبر "شيخوخة" لدى الفئران - على نظام غذائي عادي أو نظام غذائي كيتوني، بالتناوب مع النظام الغذائي العادي كل أسبوع.

خلال الأسابيع الـ12 الأولى، تم قياس المعايير الأيضية لهذه الفئران، ثم خلال الأسابيع الخمسة التالية واصلت الفئران نظامها الغذائي وخضعت لاختبارات سلوكية.

أظهرت النتائج أن النظام الغذائي الكيتوني ارتبط بانخفاض مستويات السكر في الدم، وتحسين الذاكرة والمهارات الحركية لدى الفئران المتقدمة في السن. كما أظهر الباحثون تحسنًا في مرونة الدماغ في منطقة الحُصين لدى الفئران المتقدمة في السن.

وأظهرت اختبارات أخرى أن هذا التحسن في اللدونة كان مرتبطًا بجزيء يسمى جسم الكيتون، والذي يقوم بتنشيط مسار الإشارة بين المشابك العصبية عندما تكون مستويات الجلوكوز منخفضة.

ركزنا على الفئران المسنة لأن الدراسات السابقة أظهرت أن تأثير النظام الغذائي على الحيوانات الصغيرة كان أقل وضوحًا. وتشير هذه البيانات السابقة إلى أن أحد الأدوار المفيدة للنظام الغذائي هو الحفاظ على المقاومة لدى الفئران المسنة، مما يُحسّن وظائفها الفسيولوجية مع تقدمها في السن، كما قال جونزاليس بيلوت.

فوائد حمية الكيتو لكبار السن

بالإضافة إلى الدراسات التي أجريت على الحيوانات، أشارت دراسات صغيرة أجريت على البشر إلى أن نظام الكيتو الغذائي قد يكون مفيدًا للوظائف الإدراكية، وخاصة لدى كبار السن المصابين بالخرف.

قد تكون الآليات مشابهة لتلك التي لوحظت في الدراسات على الحيوانات، مثل تقليل الالتهاب، وتحسين ضبط مستوى السكر في الدم، ودعم أجسام الكيتون لوظائف الدماغ. مع ذلك، لا يزال البحث في مراحله الأولى، وهناك حاجة إلى دراسات سريرية أوسع نطاقًا لتأكيد هذه الفوائد المحتملة.

مشاكل اتباع نظام الكيتو الغذائي

من أهم مشاكل حمية الكيتو صعوبة اتباعها نظرًا لانخفاض كمية الكربوهيدرات المطلوبة بشكل كبير. قد يؤدي ذلك إلى تقليل تناول الأطعمة النباتية، مما يقلل من تناول الألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المهمة للصحة العامة.

مدى تطبيق نتائج الدراسة على النساء

أُجريت هذه الدراسة، كسابقاتها، على فئران ذكور فقط، مما يحد من إمكانية تطبيقها على البشر، وخاصةً النساء. إذ تختلف عملية التمثيل الغذائي لدى النساء عن الرجال في معالجة الدهون، مما يتطلب مزيدًا من البحث.

البحوث المستقبلية

قالت غونزاليس-بيلوت: "ستركز دراساتنا القادمة على فهم أفضل للآليات الجزيئية المرتبطة بالآثار المفيدة للنظام الغذائي لدى الفئران المسنة. كما نريد أن نفهم ما إذا كانت هذه الآثار في الدماغ خاصة به أم مرتبطة بآثار جهازية في أعضاء أخرى".