يمكن أن يكون معجون الأسنان ضارًا بصحتك

بعد أبحاثٍ مُكثّفة، توصّل العلماء إلى نتيجةٍ مُخيّبة للآمال. فقد تبيّن أن معجون الأسنان العادي يُدمّر جهاز المناعة تدريجيًا.

اكتشف علماء فرنسيون أن الاستخدام المنتظم لمعجون الأسنان قد يؤدي إلى انخفاض تدريجي في المناعة، بل وحتى إلى ظهور أورام سرطانية. قد تُسبب هذه المضاعفات مادة تُضاف إلى معظم معاجين الأسنان، وهي مركب "ثاني أكسيد التيتانيوم". يُشار إلى هذه المادة على أنبوب أو ملصق معجون الأسنان بالرقم E 171.

تحتوي معاجين تنظيف مينا الأسنان المتنوعة، المتوفرة في الصيدليات والمتاجر، على نسب متفاوتة من مركبات التيتانيوم. إلا أن التيتانيوم، خلافًا للاعتقاد الشائع، لا يؤثر فقط على الأسنان وتجويف الفم، بل يؤثر أيضًا على صحة الجسم بأكمله.

بالإضافة إلى معاجين الأسنان، يُستخدم التيتانيوم في صناعة علكات المضغ ومعطرات الفم. كما يُستخدم في صناعة الأغذية، إذ يُضاف إلى الكريمة الحامضة والمايونيز والآيس كريم، وحتى أعواد السلطعون. الغرض من هذه المادة هو تبييض الأسنان: فبفضل ثاني أكسيد التيتانيوم، يكتسب معجون الأسنان لونًا أبيض ناصعًا.

يستخدم كبار رجال الصناعة مركبات التيتانيوم بكميات كبيرة، فتكلفة هذه المركبات منخفضة نسبيًا، مع فائدة اقتصادية ملموسة من بيع منتجاتها النهائية. ومع ذلك، أكد العلماء أن ثاني أكسيد التيتانيوم، الموجود في معجون الأسنان، له تأثير مدمر على الجسم على مستوى البُنى الخلوية. يضعف جهاز المناعة تدريجيًا، وتظهر أنواع مختلفة من الأمراض المزمنة، التي لا يعرف الإنسان أسبابها.

من المتعارف عليه أن المادة الضارة لا تذوب في الماء، وتُطرح من الجسم دون تغيير. لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا: فثاني أكسيد التيتانيوم، كونه في حالة غبارية دقيقة الانتشار، يمكن أن يُسبب تهيجًا للأغشية المخاطية، والسعال، كما يُحفز نمو أورام خبيثة، مثل أورام الجهاز التنفسي. إضافةً إلى ذلك، توصل العلماء إلى استنتاجات منفصلة تُفيد بأن ثاني أكسيد التيتانيوم قد يُسبب أمراض الكبد والجهاز البولي عند دخوله الجهاز الهضمي.

في السابق، أجرى الخبراء تجارب على مركبات التيتانيوم على القوارض. ونتيجةً لذلك، ثَبُتَ أن دخول ثاني أكسيد التيتانيوم إلى الجهاز التنفسي يُؤدي إلى ظهور أورام سرطانية لدى الفئران. تكمن الفكرة في أن الجسيمات الدقيقة من هذه المادة تخترق مجرى الدم، ثم إلى معظم الأعضاء، حيث يحدث تدمير للأغشية الخلوية. خلال الدراسة، تم تحديد تلف الحمض النووي والكروموسومات لدى القوارض التي تناولت ثاني أكسيد التيتانيوم المُغبر مع سائل الشرب لمدة 18 شهرًا.

استندت استنتاجات الباحثين إلى عدد من التجارب والاختبارات. لذلك، يُصرّ العلماء على أن يدرس المستهلكون بعناية تركيبة منتجات العناية بالفم التي يشترونها.