الطب على وشك تحقيق طفرة في علاج السرطان

يصادف يوم 4 فبراير اليوم العالمي للسرطان، ورغم كل الإنجازات التي تحققت في مجال العلوم والطب اليوم، إلا أن حالات الإصابة بالسرطان لا تزال في ازدياد في العالم، ولكن مع ذلك تم تحقيق نتائج ملحوظة في هذا المجال.

يشير الخبراء إلى أن الوضع الراهن للأمراض السرطانية يُمكن وصفه بالكارثي بكل تأكيد، إذ يُصاب آلاف المرضى الجدد يوميًا بتشخيص "السرطان". ووفقًا للتوقعات، لن يتغير الوضع كثيرًا في المستقبل، وسيزداد عدد المرضى (يتضاعف تقريبًا خلال 15 عامًا)، ما لم تحدث، بالطبع، تغييرات جوهرية في علاج وتشخيص السرطان.

يتخيل معظم الناس عملية علاج السرطان كمجموعة إجراءات قياسية - جراحة، أو إشعاع، أو علاج كيميائي. وبالطبع، تبدو كلمات مثل السرطان، أو العلاج الكيميائي، وما إلى ذلك مرعبة للجميع، وخاصةً لمن يواجهون هذه المشكلة لأول مرة.

اليوم، يتم إجراء تجارب على نوع جديد من العلاج يسمى العلاج المناعي للأورام، والذي يتضمن استخدام الأدوية التي تقوي جهاز المناعة وبالتالي تساعد في مكافحة المرض.

لقد خضع هذا المجال لدراسة متخصصة لفترة طويلة، وكانت النتائج مبهرة بكل بساطة، وإن كانت مقتصرة حتى الآن على حالات معزولة. على سبيل المثال، في إحدى المجموعات الصغيرة من المرضى، تمكن العلماء من تحقيق تراجع كامل للنقائل، التي لم تستجب لسنوات طويلة لأي نوع آخر من العلاج. لكن عددًا قليلًا فقط من المرضى استجاب للعلاج بشكل إيجابي، ولكي يُصبح العلاج المناعي للأورام واسع الانتشار كطريقة علاج رئيسية، يحتاج الخبراء إلى إجراء دراسات أكثر شمولًا.

مع ذلك، تمكن العلماء من اكتشاف سبب قدرة أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص على التعرف على الخلايا غير النمطية وتدميرها. وكما اتضح خلال العمل، هناك حاصرات معينة للاستجابة المناعية، لكن العلماء اليوم لا يستطيعون التعامل إلا مع عدد قليل من هذه المستقبلات الحاجزة، ولكن هناك عدد هائل منها، ولا يزال أمام العلماء الكثير من العمل.

لكن الآن يمكننا أن نعلن عن تحقيق تقدم كبير في مجال علاج السرطان.

وبحسب الخبراء، هناك فرص كبيرة لإحداث ثورة في علاج السرطان.

تتمتع طريقة علاج السرطان الجديدة بإمكانيات هائلة وتعطي الأمل في أن يتمكن الطب من علاج السرطان، على الأقل لدى بعض المرضى.

يلعب التشخيص المبكر اليوم دوراً هاماً في مكافحة السرطان، حيث أن السرطان في مراحله المبكرة يكون أكثر قابلية للعلاج ويكون لدى المريض فرصة عالية للشفاء.

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن ارتفاع نسبة حالات السرطان يُلحق أضرارًا جسيمة باقتصاد أي دولة. ففي عام ٢٠١٠، أُنفق أكثر من تريليون دولار على علاج السرطان في الولايات المتحدة وحدها، وبلغت الأضرار العالمية نفس المبلغ في ذلك العام.

يمكن الحد من الإصابة بالسرطان من خلال إجراءات بسيطة نسبيًا، وإن كانت صعبة التنفيذ، وهي حل مشكلة التدخين وإدمان الكحول. ويؤكد عدد من الخبراء أن ظاهرة السمنة، التي لوحظت مؤخرًا في جميع أنحاء العالم تقريبًا، تؤثر أيضًا على عدد مرضى السرطان. وتدعو منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى مكافحة التدخين وإدمان الكحول وزيادة الوزن بشكل فعال، لا سيما من خلال تقييد الإعلانات ورفع الأسعار.

[ 1 ]