الاستخدام الواسع النطاق للغاز الطبيعي لن يساعد في إبطاء تغير المناخ

على الرغم من أن حرق الغاز الطبيعي ينتج كمية أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالفحم، فقد وجدت دراسة جديدة أن استخدام المزيد من الغاز الطبيعي لن يساعد بشكل كبير في إبطاء تغير المناخ.

يُسلّط توم ويجلي، كبير العلماء في المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي، الضوء على الطرق المعقدة، بل والمتناقضة أحيانًا، التي تؤثر بها الوقود الأحفوري على مناخ الأرض. فإلى جانب ثاني أكسيد الكربون، يُصدر حرق الفحم كميات كبيرة من الكبريتات وجزيئات أخرى، والتي، على الرغم من ضررها البيئي، تُبرّد الكوكب قليلًا عن طريق حجب أشعة الشمس.

ويزداد الوضع تعقيداً بسبب عدم وضوح كمية الميثان المتسربة أثناء عمليات استخراج الغاز الطبيعي (الميثان هو غاز دفيئة قوي بشكل خاص).

أظهرت النمذجة الحاسوبية التي أجراها السيد ويجلي أن انخفاضًا بنسبة 50% في استخدام الفحم، مصحوبًا بزيادة مقابلة في استخدام الغاز الطبيعي، سيرفع درجات الحرارة العالمية بأقل من 0.1 درجة مئوية خلال الأربعين عامًا القادمة. بعد ذلك، سيؤدي الاعتماد على الغاز الطبيعي إلى خفض معدل الاحتباس الحراري تدريجيًا، ولكن ليس بشكل ملحوظ مقارنةً بارتفاع درجة حرارة الكوكب المتوقع بمقدار 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، بافتراض استمرار اتجاهات الطاقة الحالية.

إذا تم الحفاظ على تسرب الميثان أثناء العمليات المرتبطة به عند 2%، فيمكن خفض الاحتباس الحراري بنحو 0.1 درجة مئوية بحلول عام 2100. وفي حال عدم وجود تسرب، سيتراوح الرقم بين 0.1 و0.2 درجة مئوية. وإذا وصل التسرب إلى 10% (في أسوأ الأحوال)، فلن يكون لاستخدام الغاز الطبيعي أي تأثير على الاحتباس الحراري حتى عام 2140.

ويؤكد السيد ويجلي قائلاً: "بغض النظر عن مستوى تسرب غاز الميثان، فإن الاحتباس الحراري الإضافي أمر لا مفر منه، لأنه من خلال التخلي عن الفحم فإنك تتخلى أيضاً عن انبعاث الكبريتات وغيرها من الهباء الجوي".

وفي جميع سيناريوهات التسرب، سوف يصبح التأثير التبريدي النسبي للغاز الطبيعي واضحا في القرن الثاني والعشرين، ولكن سيكون ضئيلا بنفس القدر.