أنقذت البشرية من جائحة إنفلونزا الطيور 5 طفرات

يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور H5N1 أن يقتل، ولكن لحسن الحظ فإنه لا ينتقل من شخص إلى آخر، وهو ما أنقذنا من جائحة.

أظهر رون فوشييه من المركز الطبي إيراسموس في هولندا وزملاؤه أن العالم كان على بُعد خمس طفرات جينية فقط من كارثة. سمحت هذه الطفرات للفيروس بالانتشار بين الثدييات المختبرية مع بقائه بنفس القدر من الخطورة.

وأضاف الباحث في مؤتمر حول الإنفلونزا في مالطا: "انتقل الفيروس بنفس كفاءة انتقال الإنفلونزا الموسمية".

اكتُشف فيروس H5N1 عام 2004 في شرق آسيا بين الدواجن؛ وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء أوراسيا، مُصيبًا 565 شخصًا ومقتل 331. ورغم إصابة ملايين الطيور، بالإضافة إلى إصابات بين البشر والقطط والخنازير، لم تظهر أي سلالة قادرة على الانتشار بين الثدييات. وقد باءت محاولات إنتاج سلالة في المختبر بالفشل، وخلص بعض علماء الفيروسات إلى أن فيروس H5N1 ببساطة لا يستطيع إنتاج مثل هذه السلالة.

تشير الدراسة الجديدة إلى خلاف ذلك. أولاً، طوّر العلماء ثلاث طفرات في فيروس H5N1 سمحت له بالتكيف مع الثدييات. وقد قتلت هذه الطفرة النمس (الذي يستجيب لفيروسات الإنفلونزا بنفس طريقة استجابة البشر)، لكنها لم تنتقل من حيوان إلى آخر.

ثم نُقلت الفيروسات المعزولة من النمس المريض إلى نمس آخر (وهي تقنية شائعة لإنتاج مسببات الأمراض الملائمة للحيوانات). وتكررت العملية عشر مرات. في الجولة العاشرة، ظهرت سلالة يمكن أن تنتقل بين النمس المُربى في أقفاص مختلفة، مما أدى إلى نفوقها.

كانت النتيجة سلالات عديدة ذات طفرات جديدة عديدة، لكن اثنتين منها كانتا موجودتين في جميع الفيروسات. إلى هاتين السلالتين، أضاف العلماء ثلاثة أخرى؛ ومن الآن فصاعدًا، سيتم اختبار فيروس H5N1 فقط بهذه السلالات الخمسة.

وقد وُجدت جميع هذه الطفرات لدى الطيور، ولكن بشكل منفصل. يقول السيد فوشييه: "إذا حدثت كلٌّ منها على حدة، فقد تحدث معًا".

أثارت نتائج الدراسة جدلاً حاداً. يُشير المعارضون الذين يعتقدون أن فيروس H5N1 غير قادر على التكيف مع الثدييات إلى أن النمس ليس بشراً، مُشيرين إلى أنه لو كان الفيروس قادراً على التحور بهذه الطريقة، لكان قد فعل ذلك بالفعل. إلا أن علماء فيروسات آخرين لا يجدون أياً من الحجتين مُقنعاً.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]