ما هي مخاطر تناول المضادات الحيوية في بداية الحمل؟

قام علماء كنديون بفحص ما يقرب من 200 ألف امرأة حامل، اللواتي اضطررن بسبب الظروف إلى العلاج بالمضادات الحيوية: الماكروليدات، التتراسيكلينات، الفلوروكينولونات، السلفوناميدات والميترونيدازول.

يعاني الأطباء حول العالم اليوم من نقص المعلومات حول استخدام المضادات الحيوية في مختلف مراحل الحمل: فالبيانات المتوفرة حول استخدام المضادات الحيوية قليلة، والدراسات السريرية حول هذا الموضوع نادرة. والحقيقة أن معظم الأطباء يتجنبون إجراء أي تجارب على النساء أثناء الحمل، وهذا أمر منطقي تمامًا. ففي النهاية، لا أحد يستطيع الجزم بأن تناول المضادات الحيوية لن يؤثر على مسار هذه العملية الفسيولوجية المهمة.

وأكد علماء كنديون من جامعة مونتريال أن المضادات الحيوية يمكن أن تشكل بالفعل خطرا كبيرا، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

استندت التجربة إلى بيانات من منظمة كيبيك للنساء الحوامل (QPC)، جُمعت بين عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٩. شملت الدراسة ما يقارب ٩ آلاف امرأة تعرضن لإجهاض مبكر، بالإضافة إلى نساء لم يتعرضن لأي حوادث (ما يقارب ٩٠ ألف امرأة). في المجمل، حلل العلماء ما يقارب مئتي ألف حالة حمل.

في نهاية الدراسة، اكتشف العلماء أن حالات الإجهاض التلقائي تحدث بشكل رئيسي لدى النساء اللواتي أُجبرن على تلقي العلاج بالمضادات الحيوية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وخاصةً الماكروليدات، وأدوية مجموعة التتراسيكلين، بالإضافة إلى الفلوروكينولونات، وأدوية السلفوناميد، والميترونيدازول. يُذكر أنه بعد العلاج بالأزيثروميسين والميترونيدازول، ازداد خطر الإجهاض بنسبة 70% تقريبًا، بينما ازدادت حالات الإجهاض التلقائي بنحو خمسة أضعاف بعد العلاج بالنورفلوكساسين.

وقال البروفيسور جيسون نيولاند، من جمعية الأمراض المعدية الأمريكية (IDSA): "يجب أن تؤدي هذه النتائج إلى دفع ممارسي الرعاية الصحية إلى التفكير في عدم وصف المضادات الحيوية قبل تقييم المخاطر المحتملة لتناولها أولاً".

ومع ذلك، وكما أظهرت الدراسة، ليست كل الأدوية المضادة للبكتيريا خطيرة على النساء الحوامل. ولحسن الحظ، لم يجد العلماء صلة بين الإجهاض المبكر عند العلاج بالإريثروميسين والنيتروفورانتوين. كما وجد المتخصصون تأكيدًا على أن المضادات الحيوية من مجموعة السيفالوسبورين وأدوية البنسلين آمنة نسبيًا.

يقول الباحثون: "ستكون نتائج تجاربنا مفيدة في الممارسة السريرية. من المهم جدًا مراجعة التوصيات المتعلقة بالوصفات العلاجية للأمراض المعدية لدى الحوامل". إضافةً إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العدد الكبير من المشاركين في التجربة، بالإضافة إلى البيانات المُوثّقة حول العلاج بالمضادات الحيوية المُقدّمة ووقائع الإنهاء التلقائي لعملية الحمل، لا تسمح لنا بالشك في نتائج الدراسة.