الولادة في المنزل ليست خطيرة كما كان يُعتقد سابقًا

تُفضل معظم النساء الحديثات الولادة في المستشفيات ، ولا يُفكرن حتى في الولادة في المنزل. بالطبع، ستقولين، لأن مستشفيات الولادة تُوفر جميع الظروف لذلك: أطباء توليد ونساء مُؤهلون، وأجهزة حديثة، والأدوية اللازمة.

لكن مؤسسة كوكرين أصدرت مراجعة تشير إلى أن الولادات المنزلية يمكن أن تكون آمنة أيضًا، إذا تم التخطيط لها والاستعداد لها بشكل جيد.

"مراجعات كوكرين" هو الاسم العام لجميع الدراسات التي أعدتها هذه المنظمة. تناولت أحدث دراسة الولادة المنزلية. وشارك في الدراسة موظفون من جامعة كوبنهاغن، بالإضافة إلى أطباء توليد وأطباء نساء.

على الرغم من الرأي السائد لدى كلٍّ من المتخصصين والنساء الحوامل أن الولادة الآمنة لا يمكن أن تتم إلا داخل المستشفى، إلا أن مؤلفي المراجعة يؤيدون الولادة المنزلية. ويرون أن الولادة في المنزل لا تزيد خطورةً عن الولادة في المؤسسات الخاصة، إذا أُجريت تحت إشراف طبيب أو أخصائي توليد مؤهل.

ومن الأمثلة على ذلك العديد من مناطق الدنمارك، حيث تعتبر الولادات المنزلية أمراً طبيعياً تماماً وحتى شائعاً.

ويقول العالمان جيت آرو كلاوس وأولي أولسن، اللذان شاركا في إعداد هذه المادة، إنه بحسب بياناتهما فإن عدد الحالات التي تتطلب التدخل الجراحي - العملية القيصرية - أقل بنسبة 60% في حالة الولادة المنزلية مقارنة بالولادات في المستشفيات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن معدل حدوث مضاعفات ما بعد الولادة، مثل تمزقات العجان أو النزيف، أقل بنسبة 30%.

يقول أولي أولسن: "إذا أردنا أن تصبح الولادات المنزلية شائعة، وأن تكون تجربة الولادة المنزلية آمنة وناجحة، فيجب أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية". ويضيف: "في بعض المناطق الدنماركية، يتميز نظام تقديم الرعاية للنساء اللواتي لا يرغبن في تلقي الرعاية في المستشفيات بتنظيم جيد للغاية. ولكن للأسف، ليس هذا هو الوضع الطبيعي في جميع البلدان".

وبطبيعة الحال، فإن كل امرأة لها الحق في أن تقرر أين وكيف تريد الولادة، ولكن تجربة الأطباء الدنماركيين لا يمكن نقلها إلى الفضاء ما بعد السوفييتي.