تم اكتشاف طريقة لتجديد البشرة لمدة 30 عاماً دفعة واحدة

ابتكر علماء من معهد بابراهام طريقةً لا تقتصر على إيقاف شيخوخة الجلد فحسب، بل تعكس آثارها أيضًا. ففي دراسة جديدة، تمكنوا من استعادة القدرة الوظيفية للخلايا "المسنة"، ما يُحدث عمرًا بيولوجيًا. ويعلن المجتمع العلمي بالفعل عن إنجاز ثوري محتمل في مجال الطب التجديدي.

على مر السنين، تضعف وظائف أجسامنا، وتتراكم في جينومنا علامات التغيرات المرتبطة بالعمر. يسعى الطب التجديدي إلى إيجاد طرق لإعادة تنشيط الخلايا التي فقدت قوتها أو استبدالها. وفي هذا الصدد، تُعدّ قدرة الجسم البشري على إنتاج خلايا جذعية "مُحفَّزة" من أهم قدراته، مع أن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد إمكانيات التمايز المتكرر للخلايا الجذعية إلى أشكال أخرى بوضوح.

تُمكّن هذه التقنية الجديدة من معالجة مشكلة فقدان هوية الخلايا. وقد اكتشف المتخصصون توازنًا واضحًا بين إعادة برمجة الخلايا، التي تُجدّدها، وإمكانية تجديد وظائفها المحددة.

قبل حوالي 15 عامًا، تمكن العلماء من تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا جذعية. تستمر آلية "إعادة تشغيل" الخلايا الجذعية بأكملها لمدة تصل إلى خمسين يومًا، وتتضمن أربعة جزيئات أساسية تُسمى عوامل ياماناكا (على اسم العالم). باستخدام تقنية جديدة تُسمى "إعادة التشغيل المؤقت لمرحلة النضج"، تُعاد برمجة الخلايا في أقل من أسبوعين. خلال هذه الفترة، تُمحى جميع علامات الشيخوخة، وتفقد هياكل الخلايا نفسها تفردها مؤقتًا. أُتيحت للخلايا التي لم تُعاد تشغيلها بالكامل فرصة النمو في ظل ظروف طبيعية، وذلك لتتبع إمكانية استعادة وظيفتها المحددة. أظهرت دراسة الجينوم أن الخلايا استعادت علامات نموذجية للخلايا الليفية: بدأ إنتاج الكولاجين في الهياكل التي أُعيد تشغيلها.

لتأكيد تجديد الخلايا، درس الخبراء جميع التحولات بين السمات المرتبطة بالعمر، وفحصوا عددًا من مؤشرات شيخوخة الخلايا. على سبيل المثال، تم تقييم مؤشر الساعة فوق الجينية: تشير الإشارات الكيميائية في الجينوم إلى المرحلة العمرية. بعد ذلك، تم التركيز على الترانسكربتوم، الذي يخفي جميع قراءات الجينات التي أجرتها الخلية. أشارت التغييرات في هذه القراءات بشكل مباشر إلى أن الخلايا أصبحت أصغر بثلاثة عقود - ولم تكن تبدو كذلك فحسب، بل كانت تعمل أيضًا كخلايا شابة. أنتجت الخلايا الليفية المتجددة كولاجين أكثر من الخلايا نفسها ولكن ليس الخلايا التي أعيد تشغيلها. يشير هذا الاكتشاف الواعد إلى أن تقنيات علاجية جديدة تمامًا ستتوفر قريبًا. على وجه الخصوص، سيكون من الممكن التئام الجروح بشكل أسرع، والوقاية من مرض الزهايمر وإعتام عدسة العين أو علاجهما.

على الرغم من أن هذا الاكتشاف لا يزال قيد الدراسة، إلا أنه يُعتبر بالفعل واعدًا لمستقبل الطب. ووفقًا للعلماء أنفسهم، قد يكون لهذا البحث آثارٌ مثيرة للاهتمام في مجال القضاء على التغيرات المرتبطة بالعمر.

رابط المصدر معهد بابراهام