تعمل الشوكولاتة الداكنة على تحسين حالة مرضى تصلب الشرايين

لا يزال الخبراء يتجادلون حول ما إذا كانت الشوكولاتة الداكنة مفيدة للإنسان أم لا. ويشير بعضهم إلى ضرورة تصنيفها كمنتج ضار، إذ قد تُسبب السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وتسوس الأسنان.

لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الشوكولاتة، إذا لم يتم إساءة استخدامها، هي منتج مفيد للغاية يحفز نشاط الدماغ، وخاصة في سن الشيخوخة.

مؤخرًا، اكتشف فريق من الباحثين من الولايات المتحدة الأمريكية ميزة أخرى مفيدة للشوكولاتة الداكنة، وهي أنها تُسهّل حركة كبار السن. فكثيرًا ما يواجه كبار السن صعوبة في الحركة بسبب ضعف الدورة الدموية في الساقين. وكما أظهرت تجارب أجراها متخصصون، يُمكن للشوكولاتة الداكنة أن تُحسّن حالة كبار السن بشكل ملحوظ. خلال التجربة، تمكّن مرضى يعانون من داء الشرايين الطرفية من المشي لفترة أطول بعد تناول الشوكولاتة. وظهر التأثير بعد عدة ساعات، بينما لم تُظهر شوكولاتة الحليب أي نتائج.

تحتوي الشوكولاتة الداكنة على كمية كبيرة من العناصر الغذائية، وخاصةً البوليفينول (مضادات الأكسدة الطبيعية القوية). في حالة تصلب الشرايين، يُعدّ اتباع نظام غذائي متوازن أمرًا بالغ الأهمية لتحسين حالة الأوعية الدموية، كما أن الأطعمة الغنية بالبوليفينول تُحسّن الدورة الدموية.

تؤدي أمراض الأوعية الدموية إلى تدهور الحالة العامة، والشعور بالألم، وتشنجات الساق، كما تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية. اختبر الباحثون تأثير الشوكولاتة الداكنة على 14 متطوعًا تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وكان من المفترض أن يمارسوا الرياضة على جهاز المشي. أُجريت التجربة على مرحلتين: في المرحلة الأولى، تناول المتطوعون الشوكولاتة الداكنة قبل التمرين، وفي المرحلة الثانية، تناولوا شوكولاتة الحليب.

نتيجةً لذلك، بعد تناول الشوكولاتة الداكنة، تمكن المتطوعون من زيادة وقت ممارستهم للرياضة بمقدار 17 ثانية، ومشي مسافة تزيد بحوالي متر. إضافةً إلى ذلك، أشار الخبراء إلى أن مستوى الغازات في الدم يرتفع بعد تناول الشوكولاتة الداكنة، مما يُحسّن الدورة الدموية. مع ذلك، لا ينبغي أن ننسى المحتوى العالي من السعرات الحرارية في الشوكولاتة، والذي قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وهو أمر غير مرغوب فيه أيضًا في مرحلة الشيخوخة.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت مجموعة بحثية أخرى أن الشوكولاتة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وكما اتضح، تُنتج البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء (بكتيريا حمض اللاكتيك، وبكتيريا البيفيدوباكتيريا) مركبات مضادة للالتهابات عند هضم الشوكولاتة، مما يُقلل من التهاب الأوعية الدموية والقلب.

خلال الدراسة، بدأت بكتيريا الأمعاء الغليظة بمعالجة البوليفينولات والألياف الموجودة في الكاكاو بفعالية. وكما أشار الخبراء، فإن تناول ملعقتين صغيرتين فقط من الكاكاو يوميًا يُساعد على تطبيع وظائف الجهاز القلبي الوعائي. ومع ذلك، يُحذر الخبراء من أن مسحوق الكاكاو الطبيعي فقط هو الأنسب لتحقيق تأثير وقائي؛ فألواح الشوكولاتة التي تحتوي على السكر والحليب ومُضافات أخرى، بالإضافة إلى الكاكاو، قد تُسبب زيادة الوزن.

ومن المقرر إجراء دراسة تشمل ما يقرب من 20 ألف شخص في المستقبل القريب لفحص الفوائد الصحية لأقراص مسحوق الكاكاو.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]