ألوان الطعام خطرة على الأمعاء

الاستهلاك المتكرر للمنتجات التي تحتوي على ألوان غذائية صناعية - وخاصةً أحمر Allura AC - يُحفز تطور الالتهابات المعوية، بما في ذلك داء كرون والتهاب القولون التقرحي. وقد أجرى ممثلون من جامعة ماكماستر الكندية دراسة حول هذا الموضوع.

يستخدم معظم مصنعي الأغذية على نطاق واسع مُركّبات تلوين متنوعة ذات أصل صناعي. تُتيح الأصباغ الخاصة منح المنتجات والمشروبات درجة اللون المطلوبة. إلى جانب الأصباغ، تُستخدم مواد النكهة والمستحلبات وغيرها على نطاق واسع. من أكثر الأصباغ شيوعًا صبغة Allura red AC، وهي مادة صناعية تُضفي على الطعام لونًا أحمر. تُستخدم هذه المادة بنشاط في إنتاج الزبادي والمشروبات الغازية والأدوية والحلويات والكعك، وغيرها. ولكن حتى وقت قريب، لم يتمكن الخبراء من إيجاد حل لهذه المشكلة. وحتى وقت قريب، لم تكن لديهم معلومات كافية حول سلامة هذا المُكوّن للجسم، وخاصةً للجهاز الهضمي.

تحظى الأصباغ الاصطناعية بشعبية أكبر في صناعة الأغذية لأنها تمنح ظلًا لونيًا غنيًا وموحدًا، ولا "تجلب" نكهات غير مرغوب فيها، ولها تكلفة إنتاج منخفضة نسبيًا.

لفهم مدى تأثير الصبغة على الأمعاء، أجرى العلماء دراسة على القوارض. أُعطيت المجموعة الأولى من الفئران طعامًا عاديًا، بينما قُدِّم للمجموعة الثانية طعام يحتوي على مُلوِّن Allura red AC. استمرت التجربة ثلاثة أشهر. في نهاية هذه الفترة، وجد العلماء أن الكميات المعتادة من الصبغة، الموجودة عادةً في المنتجات الغذائية، تُثير تطور ردود فعل التهابية في أمعاء القوارض. وأدى استهلاك الفئران الصغيرة لهذه المادة إلى ظهور التهاب القولون المُستحث بصبغة Allura red AC. وجد الباحثون أن الصبغة تُثير زيادة في إنتاج السيروتونين في الأمعاء الغليظة، مما أدى إلى اضطراب وظائف الخلايا الظهارية وتغير جودة البكتيريا المعوية.

المعلومات المُعلنة ليست مُفاجئة فحسب، بل مُخيفة أيضًا. فنحن نتحدث عن مُضاف غذائي شائع ومنتشر، يُمكن أن يكون مُحفزًا غذائيًا لأمراض التهابية معوية، ليس فقط لدى القوارض، بل لدى البشر أيضًا. ويُشير مُعدّو الدراسة إلى أن الأصباغ، بالإضافة إلى التفاعلات الالتهابية، يُمكن أن تُحفّز تطور العمليات التحسسية، واختلالات المناعة، وحتى الاضطرابات السلوكية - خاصةً في مرحلة الطفولة. وعلى وجه الخصوص، قد نتحدث عن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط - وهو اضطراب عصبي سلوكي، يُعبّر عنه بفرط الحركة، والاندفاعية، وصعوبة التركيز.

يمكن العثور على التفاصيل الكاملة للدراسة على موقع Nature Communications