اجتاز لقاح الملاريا المرحلة الثالثة من التجارب السريرية

اتخذ مرشح رائد للقاح ضد الملاريا خطوة أخرى نحو الاستخدام على نطاق واسع، على الرغم من أن فعاليته الضعيفة في الأشكال الشديدة من المرض تركت بعض الخبراء بخيبة أمل.

أحدث البيانات من التجارب السريرية للمرحلة الثالثة.

التسمية الرسمية للقاح هي RTS,S/AS01. وهو يستهدف طفيلي المتصورة المنجلية. تُموّل شركة جلاكسو سميث كلاين ومنظمة الصحة العالمية تطويره في إطار مبادرة لقاح الملاريا PATH. ويُعدّ هذا الدواء الأمل الرئيسي اليوم. وإذا وافقت عليه السلطات التنظيمية، فسيُصبح أول لقاح ضد الملاريا، ويفتح صفحة جديدة في تاريخ مكافحة الأمراض الطفيلية.

استمرت التجارب منذ مارس 2009. قُسِّم 15,460 طفلاً إلى فئتين عمريتين: 6-12 أسبوعًا و5-17 شهرًا. في مجموعة من ستة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 شهرًا، كانت فعالية اللقاح حوالي 50% ضد الملاريا السريرية، وحوالي 45% ضد الملاريا الحادة.

يقول فاسي مورثي، ممثل المشروع عن منظمة الصحة العالمية: "تُعدّ نتائج الدراسة إنجازًا علميًا بارزًا. إنها بيانات واعدة أكثر مقارنةً بنتائج المرحلة الثانية. لم يسبق أن حقق لقاح مضاد للملاريا هذا التقدم".

ليس جميع الخبراء متفائلين. بلغت الفعالية الإجمالية للقاح ضد الملاريا الحادة في جميع الفئات العمرية حوالي 31%. وقد خيّب هذا الأمر آمال الباحثين، إذ أشارت تجارب سابقة محدودة إلى أن الدواء سيكون أكثر فعالية. يقول أدريان هيل، مدير معهد جينر (المملكة المتحدة)، مطور الدواء، إنه تم اتخاذ خطوة كبيرة، نظرًا لمشاركة العديد من الأطفال في التجارب، لكنه لا يخفي استياءه من النتائج. ويرى أن انخفاض الفعالية في الحالات الحادة من المرض يُمثل مشكلة علمية كبيرة.

تشير كيم مولولاند، أستاذة صحة الطفل واللقاحات في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (المملكة المتحدة)، إلى أنه على الرغم من الفشل النسبي، لا ينبغي للباحثين التخلي عن لقاح RTS,S. ويمكنهم التركيز على تطعيم الأطفال الأكبر سنًا. وتُعدّ نسبة 45% نتيجة ممتازة.

وتظل سيري أجبينيجا، رئيسة أبحاث الملاريا في مستشفى كومفو أنوكي في غانا ورئيسة لجنة التجارب السريرية الشريكة، متفائلة أيضًا وترى طرقًا لتحسين اللقاح.

يعتقد توماس سميث، الباحث في علم أوبئة الملاريا في المعهد السويسري لعلوم المناطق الاستوائية، أنه من السابق لأوانه الحديث عن فعالية اللقاح: "بالنسبة لي، السؤال الأهم هو: إلى متى ستستمر فعاليته؟ من الواضح أن هذه هي المرة الأولى التي يحقق فيها لقاح للملاريا هذا النجاح، ولكن لا ينبغي أن نتوقع استخدام هذا الدواء تحديدًا على نطاق واسع".

سيتم نشر النتائج الكاملة للاختبار في عام 2014. وسوف نرى ذلك بعد ذلك.