لقد ثبتت الصلة بين تغير المناخ والأزمة الاقتصادية

أدى تبريد المناخ في أوروبا في نهاية القرن السادس عشر إلى أزمة اقتصادية وأوبئة الطاعون والمجاعة، ونتيجة لسوء التغذية المزمن، انخفض طول الإنسان بمقدار 2 سم على مدى 100 عام، وفقًا لعلماء من جامعة هونج كونج بقيادة الدكتور ديفيد تشانغ.

أظهرت دراسات حديثة أن الكوارث المناخية والبيئية تُحدث تغييرات اجتماعية جذرية. على سبيل المثال، يُؤدي الاحتباس الحراري إلى حروب أهلية، ويؤثر على معدل المواليد، ويؤدي إلى انتشار وباء الطاعون.

أظهرت دراسة أجراها ديفيد تشانغ وزملاؤه كيف أثر المناخ على حياة الناس في أوروبا بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر.

ومن خلال التحليل الإحصائي لـ 14 متغيرًا، مثل السكان، والحروب، والهجرة البشرية، وأسعار الذهب والغذاء، والأجور في أوروبا، وعرض حلقات الأشجار، وبيانات درجات الحرارة في أوروبا من عام 1500 إلى عام 1800، وتطبيق طريقة جرينجر، أسست مجموعة العلماء علاقات سببية بين هذه المتغيرات.

أدت موجة البرد إلى أزمة اقتصادية

لقد ثبت أن التغيرات المناخية الحادة نحو التبريد في الفترة من 1560 إلى 1660 كانت في الواقع سبباً رئيسياً للاضطرابات الاجتماعية بين سكان أوروبا، والحروب الأهلية، وانتشار وباء الطاعون.

وأوضح ديفيد تشانغ التسلسل المنطقي للأحداث قائلاً إن موجة البرد أدت إلى انخفاض حاد في المحاصيل الزراعية؛ مما أدى إلى زيادة أسعار الذهب والتضخم.

سوء التغذية المزمن يقلل النمو

أدى فشل المحاصيل خلال هذه الفترة إلى مجاعة. ولكن على الرغم من المجاعة، استمر عدد سكان أوروبا في النمو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتراجع قيمة الموارد البشرية. ونتيجةً للجوع وسوء التغذية المستمرين، انخفض متوسط طول الأوروبي بمقدار 2.5 سنتيمتر على مدى مئة عام.

تزامن عصر الأزمة الاقتصادية مع هجرة جماعية للسكان. أدت الهجرات العشوائية إلى الانتشار السريع لوباء الطاعون، الذي انحسر عام ١٦٥٠، والذي تزامن مع ارتفاع آخر في درجة حرارة المناخ. في منتصف القرن السابع عشر، بدأ عصر التنوير في أوروبا.

وأظهرت الدراسة وجود ارتباط بين التغيرات في درجات الحرارة والأحداث التاريخية في القرون الماضية، مما جعل من الممكن تحديد عتبة الأزمة والتنبؤ بالكوارث الاجتماعية.