يبالغ الناس في تقدير لياقتهم البدنية

هل فكرتَ يومًا في الفرق بين رؤية انعكاسك في مرآة منزلك ومرآة صالة الألعاب الرياضية مثلًا؟ هناك شعور بأن المرآة المُعلقة في شقتك تعكس مزاياك فقط، بينما قد تُظهر جميع المرايا الأخرى عيوبك، بما في ذلك الوزن الزائد.

لاحظ العلماء أمرًا مذهلًا: عندما تنظر النساء في المرايا المعلقة في غرف تبديل الملابس في الصالات الرياضية، يعتقدن أنهن يبدون أكثر بدانة مما هن عليه في الواقع. ومع ذلك، لا يملك الخبراء ما يُسعدهن، إذ يدّعون أن الأمر لا يبدو كذلك لهن فحسب، بل هو في معظم الحالات صحيح.

أظهرت دراسة أجراها خبراء أن الناس متفائلون عمومًا عند تقييم وزنهم، والنساء على يقين تام بأن وزنهن أقل بحوالي كيلوغرامين مما هو عليه في الواقع. أما الرجال، فكانوا أكثر تواضعًا في توقعاتهم، ولذلك عادةً ما ينقصون وزنهم الحقيقي بحوالي كيلوغرام واحد.

قبل قياس طول ووزن المشاركين في الدراسة، سألهم الخبراء عن وزنهم المتوقع. كما وزن العلماء أطفالهم، وقبل ذلك سألوا أولياء أمورهم عن وزن أطفالهم بالطريقة نفسها. اهتمّ المتخصصون بمعرفة رأي أولياء الأمور في وزن أطفالهم، وما إذا كانوا يعتبرونهم نحيفين جدًا، أو على العكس، بدينين جدًا بالنسبة لأعمارهم.

أجاب ما يقرب من نصف الآباء الذين يعاني أطفالهم من السمنة أن وزن أطفالهم لم يتجاوز المستويات الطبيعية لأعمارهم.

وُجدت أكبر فجوة بين التصور والواقع لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الخامسة والثلاثين والتاسعة والثلاثين. قلّلت هؤلاء السيدات من تقدير وزنهن بنحو ثلاثة كيلوغرامات ونصف.

وقال تيم ستراوجان، المؤلف الرئيسي للدراسة: "تقدم دراستنا رؤى جديدة حول كيفية اختلاف تصور الأشخاص في منتصف العمر لوزنهم عن وزنهم الفعلي".

كان ١٧٪ من الرجال و٢٠٪ من النساء غير راضين عن وزنهم. وقالوا إنهم يعتبرون أنفسهم يعانون من زيادة الوزن. ولكن في الواقع، كان عدد الأشخاص الذين تجاوز وزنهم المعدل الطبيعي أعلى بكثير. وتبين أن نسبة الرجال الذين يعانون من السمنة لم تكن ١٧٪، بل ٢٤٪، بينما بلغت نسبة النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن ٢٦٪.

وتظهر الدراسة أن الناس لديهم عمومًا فكرة دقيقة إلى حد ما عن وزنهم، لكن المشكلة هي أن العديد من الناس لا يستطيعون تقييم ما إذا كانوا يعانون من السمنة أو ما إذا كانوا يتمتعون بوزن مناسب بشكل دقيق.

بناءً على دراسة استقصائية شملت 8610 نساء بالغات، خلص الخبراء إلى أن النساء البالغات اللواتي يزنن 75 كيلوغرامًا كنّ في الواقع أثقل وزنًا بقليل، حيث بلغ وزنهن 75 كيلوغرامًا. أما الرجال، فلم يكونوا متفائلين بنفس القدر، وكانوا أكثر دقة في تقدير وزنهم. أما اللواتي يزنن حوالي 84 كيلوغرامًا، فقد كان خطأهن في تقدير وزنهن يتراوح بين 1.5 و2 كيلوغرام فقط.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أن الناس قد يبالغون ليس فقط في تقدير قوامهم ووزنهم، بل قد يخطئون أيضًا في كمية المشروبات التي يشربونها يوميًا - فهم عادةً ما يشربون أكثر مما كانوا يعتقدون. كما أن نمط الحياة غير الصحي الذي يتبعه حوالي 37% من المشاركين في الدراسة يؤثر على صحتهم - فقد اشتكى البعض من آلام مزمنة استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر.

[ 1 ]، [ 2 ]